هاشتاغ
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالعاصمة الرباط، الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، بصفته زعيماً لحزب “رمح الأمة” (MK Party)، في زيارة حملت دلالات سياسية قوية، خصوصاً بعد إعلان الحزب دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي لنزاع الصحراء.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه اختراق دبلوماسي مهم في العلاقة مع جزء من النخبة السياسية الجنوب إفريقية، بالنظر إلى أن جنوب إفريقيا كانت لسنوات من أبرز الداعمين لجبهة “البوليساريو”، واتخذت مواقف رسمية متشددة تجاه الوحدة الترابية للمغرب في عدد من المحافل الإقليمية والدولية.
وكان حزب “رمح الأمة” قد أصدر بياناً رسمياً اعتبر فيه أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل ترجمة حقيقية لمبدأ تقرير المصير في إطار الوحدة الإفريقية، مشيداً بما تضمنه المقترح المغربي من احترام للسيادة الوطنية ومنح السكان الصحراويين صلاحيات حكم محلي موسع. كما دعا الحزب إلى تعبئة الدعم الدولي لهذا الطرح باعتباره حلاً عملياً وسلمياً يحفظ مصالح كافة الأطراف ويُمهّد لتسوية مستدامة تُحقق التنمية والاستقرار في المنطقة.
ويعد اللقاء الذي جمع بوريطة بزوما خطوة نحو إعادة رسم معالم العلاقة المغربية الجنوب إفريقية، ويفتح الباب أمام حوار سياسي جديد مع تيارات مؤثرة داخل هذا البلد الإفريقي المحوري، الذي بدأ يشهد تنوعاً في مواقفه إزاء ملف الصحراء.
ويؤكد هذا الاستقبال الرسمي على نجاح الدبلوماسية المغربية في بناء جسور جديدة للحوار مع الفاعلين السياسيين الأفارقة، وتعزيز الانفتاح على مكونات متعددة في المشهد الجنوب إفريقي، بما يخدم مصلحة الوحدة الترابية للمملكة.
