حزب زوما يطرق أبواب الرباط.. وارتباك في المعادلة السياسية بجنوب إفريقيا

خالد بوبكري
يشكل صعود حزب الرئيس السابق جاكوب زوما، “أومخونتو وي سيزوي” (uMkhonto weSizwe)، نقلة نوعية في المشهد السياسي الجنوب إفريقي، إذ جاء اختراقه المفاجئ بعد حصوله على نحو 14% من الأصوات في انتخابات 2024، ليقلب موازين القوة ويزعزع هيمنة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي التي دامت عقوداً.

وفي خطوة غير مسبوقة تعكس أهمية الدور الجديد لهذا الحزب، قام زوما مؤخراً بزيارة إلى المغرب، حيث التقى شخصيات سياسية واجتماعية ومسؤولين كبار في هرم الدولة، في محاولة لنسج تحالفات جديدة وتعزيز العلاقات بين الحزب والمملكة.

وتزامنت الزيارة مع إعلان واضح من جانب حزب زوما دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب كحل نهائي للنزاع حول الصحراء، وهو موقف اعتُبر تحولاً ملموساً في السياسات الجنوب إفريقية التي ظلت لسنوات متذبذبة بشأن القضية.

هذه الخطوة أثارت ارتباكاً داخل الطبقة السياسية في جنوب إفريقيا، حيث يمثل دعم حزب زوما للحكم الذاتي تراجعاً عن المواقف التقليدية التي كانت تميل لدعم جبهة البوليساريو، ما يعيد تشكيل ملامح العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبريتوريا، ويفتح الباب أمام تقارب أعمق بين البلدين.

ويرى محللون سياسيون أن حزب زوما يستثمر شعبيته المتزايدة وحالته كقوة ثالثة في البرلمان لخلق نفوذ دبلوماسي جديد، مستفيداً من الانقسامات داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، مما قد يعيد ترتيب أوراق السياسة الداخلية والخارجية في جنوب إفريقيا.

في ضوء هذه التطورات، تبدو المملكة المغربية وكأنها تحصد ثمار استراتيجية متجددة تُركز على “الدبلوماسية الحزبية” والانفتاح على قوى جديدة في إفريقيا جنوب الصحراء، مما يعزز حضورها السياسي والاقتصادي في القارة ويُعيد الاعتبار لموقفها من قضية الصحراء المغربية على الساحة الدولية.

مع استمرار تصاعد تأثير حزب زوما، تبقى الأنظار شاخصة نحو ما ستؤول إليه العلاقة بين الرباط وبريتوريا، في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز نفوذه ودوره القيادي في المنطقة، وسط تحولات سياسية متسارعة في جنوب إفريقيا قد تعيد رسم خريطة التحالفات الإفريقية.