وجّه عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، دعوة رسمية إلى وزارة الداخلية للتدخل العاجل من أجل وضع حد لظاهرة تفاقم أعداد المختلين عقليًا والمتشردين بعدد من أحياء مدينة سلا، والتي أصبحت مصدر قلق متزايد لساكنة المدينة.
وفي سؤال كتابي وجّهه إلى وزير الداخلية، نبّه بووانو إلى ما وصفه بـ”الانتشار المهول” للمختلين والمتشردين، من مختلف الأعمار، والذين يتجولون بشكل يومي في الشوارع والأزقة، وبالقرب من المرافق العمومية، مسببين حالة من الخوف والذعر في أوساط المواطنين، لاسيما مع تسجيل حالات اعتراض سبيل المارة، ومحاولات اعتداء، إضافة إلى تخريب ممتلكات عمومية.
كما أشار البرلماني ذاته إلى الآثار البيئية والاجتماعية المرافقة لهذه الظاهرة، من بينها الروائح الكريهة المنتشرة في عدد من النقاط السوداء، ما يفاقم من معاناة المواطنين ويطرح تساؤلات حول فعالية تدخلات الجهات المختصة.
ودعا بووانو وزارة الداخلية إلى الكشف عن الإجراءات الاستعجالية التي تعتزم اتخاذها لمعالجة هذه الوضعية، مؤكداً على ضرورة ضمان الأمن والطمأنينة للمواطنين، والحد من مظاهر التشرد والاضطراب العقلي التي تتفاقم في ظل غياب حلول اجتماعية وإنسانية مستدامة.
وسجلت مدينة سلا، خلال السنوات الأخيرة، تزايدًا لافتًا في حالات التشرد والتجول غير المنضبط للمختلين، دون وجود مراكز كافية للإيواء أو منظومة دعم اجتماعي ناجعة، ما يفتح النقاش من جديد حول مسؤولية الحكومة في حماية الفئات الهشة وضمان الأمن العام.
ويُنتظر أن ترد وزارة الداخلية على هذا السؤال البرلماني خلال الدورة التشريعية الجارية، في وقت ترتفع فيه مطالب جمعيات المجتمع المدني بتفعيل مقاربة شاملة تجمع بين الأمن، والرعاية الاجتماعية، والصحة النفسية.