بارونات من أصل مغربي في قلب “السوبر كارتيل” العالمي للكوكايين

Hashtag
في تطور لافت ومثير، كشفت وسائل إعلام هولندية عن معطيات صادمة تفيد بتورط ثلاثة أشخاص من أصل مغربي ينحدرون من منطقة الريف، في قيادة واحدة من أخطر الشبكات الإجرامية العالمية لتجارة الكوكايين، المعروفة باسم “السوبر كارتيل”، والتي تنشط على مستوى عابر للقارات.

وبحسب التحقيقات الإعلامية التي نقلتها مصادر أمنية أوروبية، فإن الأمر يتعلق بكل من رضوان التاغي، العقل المدبر لعصابة “ملائكة الموت” والمدان بالسجن المؤبد في هولندا، وحسني أ. الملقب بـ”هتلر” والمعتقل أيضا في قضايا مماثلة، وعثمان البلوطي، الذي تم توقيفه بعد فراره إلى المغرب وترحيله إلى أوروبا، في ما اعتُبر ضربة قوية لهذه الشبكة التي شكلت هاجسًا أمنيا مستمرا لعدة دول أوروبية.

ووفق ذات المصادر، فإن هؤلاء الثلاثة شكلوا جزءًا من النواة القيادية لـ”السوبر كارتيل”، وهي شبكة متعددة الجنسيات كانت تتخذ من إمارة دبي مقرا لعملياتها، مستفيدة من مناخ الرفاهية والحرية النسبية التي أتاحت لها التوسع وبناء علاقات مالية ولوجستيكية عابرة للحدود.

وتضم ما يُعرف بـ”مجموعة السبعة الكبار” لهذا الكارتيل مجرمين من جنسيات مختلفة، أبرزهم من البوسنة وإيطاليا وهولندا، ما يعكس الطبيعة الدولية المركبة لهذا التنظيم، الذي استطاع تهريب عشرات الأطنان من الكوكايين نحو أوروبا خلال سنوات، قبل أن تتكاثف الجهود الاستخباراتية الأوروبية لتفكيك مفاصله وتوقيف أبرز قادته.

هذا التطور المفاجئ يعيد إلى الواجهة نقاشًا حادًا حول مدى اختراق شبكات الجريمة المنظمة للجاليات المغاربية في أوروبا، خاصة وسط فئة من الشباب المنحدرين من أصول ريفية، حيث تتحول قصص الهجرة والتهميش في بعض الأحيان إلى مسارات إجرامية معقدة تتغذى على التفاوتات الاجتماعية وتوفر الموارد في بلدان المهجر.

كما يُطرح سؤال جوهري حول ما إذا كانت هذه الحالات الفردية تمثل فقط انحرافات معزولة، أم أننا أمام بداية تشكل نواة “مافيا مغربية” منظمة باتت تضاهي كبرى المافيات العالمية من حيث النفوذ والتخطيط والتمويل.

وتتجه الأنظار أيضا إلى الموقف المغربي الرسمي، خاصة مع ورود تقارير تفيد بتحرك بعض هذه الأسماء فوق التراب الوطني في فترات سابقة، ما يفتح النقاش حول ضرورة تعزيز التنسيق الأمني الدولي واليقظة الاستخباراتية، ليس فقط من أجل التصدي للامتدادات الإجرامية العابرة للحدود، بل أيضا للحفاظ على صورة الجالية المغربية في الخارج، والتي تبقى في غالبيتها مواطنة ومسؤولة وتدفع ثمن انزلاقات قلة خارجة عن القانون.

ويأتي هذا الكشف في سياق تصاعد قضايا الجريمة المنظمة ذات الامتداد الدولي، حيث تشكل تجارة المخدرات الصلبة، وعلى رأسها الكوكايين، أحد أكثر مصادر التهديدات الأمنية تعقيدًا بالنظر إلى ما توفره من أموال طائلة، وما تستقطبه من شبكات عنف وغسل أموال وفساد إداري.

وفي انتظار ردود فعل رسمية من الدول المعنية، يتواصل تتبع خيوط هذه الشبكة الضخمة، وسط تحذيرات من إمكانية ظهور نسخ جديدة أكثر تطورًا، خصوصًا مع استعمال وسائل تكنولوجية متقدمة وشبكات لوجيستية خفية تُمكّن من التحرك في صمت عبر القارات.