اتحاديو فرنسا يتمردون على لشكر ويطالبون بالقطيعة مع الزعامة الأبدية

hashtag
في وقتٍ يعيش فيه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واحدة من أسوأ أزماته التنظيمية والسياسية، خرجت الكتابة الإقليمية للحزب بفرنسا ببيان ناري يضع النقاط على الحروف، ويُحمّل القيادة الحالية، وفي مقدمتها إدريس لشكر، مسؤولية الانحراف الخطير عن المسار الديمقراطي الذي تأسس عليه الحزب العريق.

البيان، الصادر يوم 17 يوليوز 2025 من باريس، لم يترك مجالًا للبس، بل كشف بما لا يدع مجالًا للشك أن الحزب بات رهينة حسابات شخصية ضيقة، أضعفت مؤسساته، وأفرغت مؤتمراته من أي مضمون ديمقراطي، عبر “التجييش العددي والانخراط المناسباتي”، بحسب تعبير الكتابة الإقليمية. وهو اتهام صريح لإدريس لشكر، الذي يتهمه مناضلون كثر بتحويل الحزب إلى ضيعة خاصة تُدار بمنطق الولاءات والصفقات.

سنوات من التسيير الفردي، يقول البيان، دفعت بالكفاءات والمناضلين الحقيقيين إلى التهميش، وأدخلت الحزب في أزمة هوية واضحة، بعد أن تراجع النقاش الفكري، وضاعت البوصلة الإيديولوجية، فيما بقي لشكر متشبثًا بكرسي الزعامة، غير آبه بحالة التيه التي يتخبط فيها الحزب.

البيان لم يكتف بالتشخيص، بل حمل دعوةً واضحة إلى القطيعة مع “أسلوب التدبير المغلق”، مؤكّدًا أن المؤتمر الوطني المقبل، المزمع عقده في أكتوبر 2025، لن يكون لحظة احتفالية فارغة، بل محطة نضالية حاسمة لاستعادة روح الاتحاد وشرعيته النضالية. وقد أعلنت الكتابة الإقليمية بفرنسا عن تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمرها الإقليمي، في خطوة تستهدف التأثير الفعلي في مخرجات المؤتمر الوطني.

اليوم، يجد إدريس لشكر نفسه في مواجهة صريحة مع قاعدة حزبية غاضبة، ترى فيه رمزًا للفشل التنظيمي والانحدار السياسي. فهل يستمر في المناورة والتمسك بكرسي الزعامة؟ أم أن زمن الحساب قد حان، ليُطوى فصل مظلم من تاريخ الحزب، ويبدأ مسار التصحيح والانبعاث؟