Hashtag
في مواجهة برلمانية اتسمت بالحدة والسخرية، وجه عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، على خلفية مشروع القانون المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة، واصفًا إياه بــ”ضرب للدستور وتفريغ للانتخابات من مضمونها”.
وطالب بوانو الوزير بإحالة المشروع على المحكمة الدستورية مباشرة بعد المصادقة عليه، محذرًا من أن التنصيص على نظام “الانتداب” يمثل خرقًا واضحًا لمبدأ التمثيلية الديمقراطية.
خلال اجتماع لجنة الثقافة والاتصال بمجلس النواب، لم يتوانَ بوانو في التشكيك في نوايا الوزير، قائلًا: “أعلم أنكم لن تتراجعوا عن خيار الانتداب، لكنني أدعوكم – على الأقل – إلى احترام الدستور بعرض المشروع على المحكمة الدستورية”.
وانتقد بشدة اعتماد ما سماه الوزير بـ”الوزن الاقتصادي” كمحدد لاختيار ممثلي الناشرين داخل المجلس، معتبرًا أن ذلك يُحوّل المؤسسة إلى “نادٍ لأصحاب المال والنفوذ” بدل أن تكون فضاءً ديمقراطيًا يعكس صوت المهنيين.
ولم يخلُ تدخل بوانو من سخرية حادة، حيث قال: “إذا كان المال هو معيار التمثيل، فلماذا لا نُنتدب الصحافيين الأثرياء أيضاً؟”، مشيرًا إلى أن مثل هذا المنطق يُفقد العملية الانتخابية معناها ويؤسس لهيمنة طبقية داخل مؤسسة يفترض أن تخدم مهنة الصحافة لا المصالح الخاصة.
كما استغرب تبرير الوزير نظام الانتداب من خلال مقارنته بمجلس المستشارين، مؤكدًا أن الفرق الجوهري يكمن في أن ممثلي المقاولات هناك يُنتخبون من طرف العاملين لا على أساس الثروة.