
المنصورية/عبد الواحد بوهردة
يبدو أن رئيس جماعة المنصورية، السيد فيصل أوبها، قد دخل منذ تسلمه لمهامه مرحلة اختبار حقيقية، ليس في تدبير شؤون الجماعة كما قد يعتقد البعض، بل في صموده أمام سيل من الهجمات المنظمة التي تستهدفه بسبب تشبثه بتطبيق القانون ورفضه للابتزازات المعتادة التي اعتادتها أطراف ومصالح نافذة داخل الجماعة وخارجها.
الخط التحريري الصارم الذي اختاره الرئيس الجديد، والمبني على الشفافية، وترشيد النفقات، وقطع الطريق على من دأبوا على استنزاف ميزانية الجماعة في مشاريع “مفصلة على المقاس”، جعل منه هدفًا مباشرا لحملات ممنهجة، قادتها هذه المرة سيدة محسوبة على “أرخبيل الفساد الانتخابي”، تولّت طبخ الاتهامات وترويجها عبر وسطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وآخر هذه الفصول “المصطنعة”، تلك التي حاولت تصوير رئيس الجماعة على أنه تأخر عن حضور الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد، مساء الثلاثاء 29 يوليوز 2025، وهي الرواية التي سرعان ما سقطت أمام شهادات الحاضرين الذين أكدوا أن السيد فيصل أوبها كان من بين الحضور الرسمي في الملعب البلدي إلى جانب ممثلي السلطة والمجتمع المدني، وأنه شارك في اللحظة الوطنية بكل التقدير والاحترام اللائقين بالمناسبة ورمزيتها.
الغريب أن هذه الرواية المغلوطة لم تكتف بتلفيق التهم بشأن توقيت الحضور، بل تمادت لتتهمه بالغياب عن مراسيم تسليم مفاتيح سيارة للنقل المدرسي بعمالة بنسليمان، وهو الأمر الذي تم تجاوزه مؤقتًا بتفويض نائبة الرئيس، لكن دون أن يأخذ مطلقو الاتهامات بعين الاعتبار سياقات التنسيق والتزامات الرئيس المهنية، التي لا تنفي مسؤوليته بقدر ما تؤكد مرونة المؤسسة الجماعية في توزيع الأدوار.
ويجمع العديد من المتابعين للشأن المحلي أن الحملة الموجهة ضد الرئيس لا علاقة لها بمراسيم أو مناسبات، بل تنبع من رفضه المطلق للتماهي مع سلوكيات سادت طويلا داخل الجماعة، حيث اعتاد بعض المقاولين والأشخاص والمؤسسات الاستفادة من صفقات مشبوهة أو امتيازات غير مبررة، وهو ما قطعه الرئيس الجديد منذ توليه المهمة.
وبينما يصر الرئيس على ضبط مالية الجماعة وتدبيرها بشفافية ووفق قواعد الحكامة، تزداد محاولات عرقلته من قبل من تضررت مصالحهم، في مشهد يؤكد أن معركة الإصلاح لن تمر بسهولة، وأن حماية المال العام تزعج أكثر مما يتوقع البعض.
فيصل أوبها حسب مقرب منه رئيس لا يُجامل ولا يُهادن، يدرك أن طريق الإصلاح محفوف بالأشواك، لكن يبدو أنه مستعد لدفع الثمن في سبيل إرساء قواعد التغيير المنشود، وهو ما يستحق من ساكنة المنصورية الالتفاف والمواكبة والدعم، حتى لا تجهض معركة محاربة الفساد بذرائع شكلية وأخبار مغلوطة تنشرها صالونات المصلحة والمضاربة.
