حين حاولت بعض الأقلام في فرنسا أن تمس بثوابت المغرب وتوجه سهامها نحو المؤسسة الملكية، كان الرد سريعاً وصادماً: الشعب المغربي انتفض بصوته وصورته وكلمته ليقول إن الملك ليس شخصاً عادياً، بل رمز الوطن وعموده الفقري.
على منصات التواصل الاجتماعي، تحولت الحسابات البسيطة للمغاربة إلى جيش رقمي هادر، واجه صحيفة “لوموند” ورد على فرنسا بلغتها وبطريقته، وكأن كل مغربي صار إعلاماً في حد ذاته. هذا ليس تنظيماً سياسياً ولا قراراً من فوق، بل إحساس بشري صادق نبع من القلب، لأن المغاربة يعرفون بالفطرة أن المس بالملك هو مس بكرامتهم.
صحيح أن بعض النخب السياسية والإعلامية آثرت الصمت، لكن الشعب قال كلمته، وأثبت مرة أخرى أنه خط الدفاع الأول عن وحدة البلاد وعن رمزها الجامع. وما جعل هذه الهبّة قوية هو صدقها وعفويتها، لأنها لم تُصنع في الكواليس بل خرجت من بيوت الناس، من قلوب الأمهات والآباء والشباب، من شوارع المغرب وأزقته.
هذا المشهد يختصر معادلة بسيطة تتجلى في كون المغاربة قد يختلفون في السياسة أو في تفاصيل الحياة اليومية، لكنهم يتوحدون دائماً حول وطنهم وملكهم. ومن يظن أن بإمكانه زعزعة هذه الحقيقة، سيكتشف أن المغرب ليس دولة فقط، بل روح واحدة، وأن تلك الروح اسمها الشعب والملك معاً.