رسالة ثانية من التوفيق للزاوية البودشيشية تكشف تناقضاته وخططه بعد مغادرة الوزارة

كشفت رسالة منسوبة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مؤرخة في 17 أبريل 2024، تظهر جانبا مثيرا للجدل من تعامل الوزير مع مهامه الرسمية ومسؤولياته الدينية.

الرسالة الموجهة إلى شيخ الزاوية البودشيشية الراحل، جمال الدين البودشيشي القادري، تحمل تصريحات تفضح التناقض بين دوره الرسمي وممارساته الشخصية.

فقد عبّر التوفيق عن قلقه من “نتائج قد لا تخدم الطريق”، ثم سرعان ما طمأن الشيخ بأن تلك المخاوف “لا مبرر لها”، في تناقض واضح يضع تساؤلات حول جدية الوزير في متابعة شؤون الأوقاف والزوايا الصوفية.

الأمر الأكثر إثارة للجدل، هو تصريح الوزير بنية العودة إلى قريته بعد انتهاء تكليفه، حاملاً “سبحته وأوراده”، وطلبه الدعاء له بـ”سلامة العاقبة وحسن الخاتمة”.

هذا يظهر ما يمكن وصفه بـ”الهروب الرمزي” من المسؤولية الرسمية، وكأن دوره في الوزارة مجرد مرحلة انتقالية لتحقيق الطمأنينة الشخصية، بعيدًا عن الاهتمام بالشأن الديني وإدارة الموارد والمرافق التابعة للأوقاف.

الرسالة تبرز أيضًا انحيازًا شخصيا وتخليا عن المسؤولية، حيث يشدد الوزير على أن “أمر الطريق حصريا عند الشيخ”، ما يفتح الباب أمام الانتقادات حول تخليه عن دور الوزارة في تنظيم ومراقبة شؤون الزوايا، وتحميل مسؤولية أي إخفاق للآخرين بدلًا من اتخاذ المبادرة كمسؤول رسمي.

هذه الوثيقة تضع وزارة الأوقاف في دائرة النقد، خصوصا في وقت يحتاج فيه المغرب إلى إشراف فعلي ومتابعة دقيقة للشؤون الدينية والزوايا الصوفية، بدلًا من الرسائل الرمزية والكلام الطيب الذي لا يسهم في معالجة المشكلات الحقيقية.