بقلم: مصطفى الفن
وزير الصحة أو الوزير الخبير في “أحمر الشفاه”، وعوض أن يقدم استقالته عل عجل..
وهذا أضعف الإيمان لأن سعادة الوزير هو جزء “مرضي” من هذه الأعطاب التي تخترق هذا القطاع المنكوب في المغرب بكامله وليس في أكادير فقط..
نعم، فعوض أن يقدم الوزير استقالته على عجل خشية ربما أن تنتقل “عدوى” الغضب والاحتجاجات إلى مناطق أخرى ومدن أخرى تعيش نفس النكبة في قطاع الصحة..
فقد فوجئنا بأن السيد يريد أن يقدم أكباش فداء ليظل هو في مكانه كما لو أنه هو “المنقذ” من الغرق أو كما لو أنه غير مسؤول عما يجري في قطاعه..
أقصد أن الوزير، الذي يمثل السيدة سلوى في الحكومة، يريد إصدار قرارات بإعفاء موظفين وأطر ليست لهم “قطعا” أي مسوولية فيما وقع بمستشفى “الموت” بالمدينة التي يقودها رئيس الحكومة نفسه إلى حتفها..
شخصيا أنا جد مصدوم من مثل هذه القرارات الخرقاء والرعناء والتضليلية إذا ما حصل ذلك..
لماذا؟..
لأن المسؤولية سياسية في المقام الأول وتفرض أن ترحل الحيثان الكبيرة أولا قبل أي إعفاء وقبل أي قرار صغير أو كبير في مثل هذه الحالات..
ثم أن مشكلة هذا الوزير، الذي يشبه “أبا الهول”، هي أصلا في استوزاره وفي اقتراح اسمه على ملك البلاد بلا ماض لا سياسي ولا غير سياسي..
وظني أن أي إعفاء في حق بسطاء الأطر والموظفين فسوف لن يزيد بقعة الزيت إلا اتساعا…
لأن هؤلاء الأطر والموظفين يستحقون التضامن وليس الإعفاء من وزير غير قادر على ملء كرسي أكبر منه..
أما ما حصل في أكادير وفي غير أكادير فهو عنوان عريض لفشل سياسي مبين لتجربة حكومية مكونة من رجال أعمال همهم الأول هو اعتراض الصفقات العمومية والباقي تفاصيل..
روى لي وزير سابق كيف أن السيد عزيز أخنوش، وهو وقتها وزير للفلاحة، كان يأتي عنده إلى مقر الوزارة لا ليناقش معه قضايا الناس وهموم الناس في قطاع الفلاحة..
لا وألف لا..
بل كان يأتي عنده فقط ليناقش معه مشاكل محطات إفريقيا حتى أنه قال للوزير المعني الذي مازال حيا يرزق:
“أنت كتحاربني في رزقي”..
أكثر من هذا، السيد عزيز أخنوش، الذي كان وربما ما يزال يمارس التجارة من موقع الوزارة، ذهب أبعد من ذلك حتى أنه اشتكى هذا الوزير لرئيس الحكومة وقتها سعد الدين العثماني..
ولكم أن تتصوروا ماذا كان سيقع لو جرى مثل هذا “الانحراف” في بلد أوربي؟..
أكيد كانت ستسقط الحكومة بكاملها وليس وزير الفلاحة أو الوزير “المنحرف” فقط..
..
مصطفى الفن