أفطيط يحرق إمبراطورية أخنوش الإعلامية… منشور ممول ينتهي في سلة المهملات!

بقلم: مراد الهيثمي

يونس أفطيط صحفي يتحدث ويكتب بدمه لا بحبره، يصرخ بوجه الفساد من قلب وجع المغاربة، يضع يده على ملف الصحة، على الغلاء، على الكرامة المهدورة. لا يملك قناة تلفزيونية ولا ميزانية إشهار ولا كتيبة إلكترونية، بل يملك شجاعة نادرة وضميراً لم يبع نفسه. لذلك ضاق به صدر عزيز أخنوش، وضاقت به كتيبته الإعلامية، فاستنفروا صفحات مأجورة وأموالاً طائلة ليصنعوا حملة تشهيرية ضده.

صفحة بئيسة اسمها “الحامض السياسي” نُصبت كآلة قذرة للهجوم على الرجل، حيث دفعت لها الملايين لتصفه بالخائن، لتشوه صورته، لتقلب الحقيقة رأساً على عقب. لكن الرد جاء مدوياً، أشعل الفضاء الافتراضي وأحرق كل تلك الأكاذيب: “نعم أنا خائن… خائن للفساد والمفسدين.” بهذه الجملة القصيرة، حوّل يونس أفطيط التهمة إلى وسام، والسب إلى شهادة صدق، وأربك الكتيبة التي تقتات من المال الفاسد.

لم يصمد المنشور الممول طويلاً، حُذف بعد أن التهمته نار الحقيقة. لا أحد يحذف إعلاناً ضخ فيه الملايين إلا إذا ارتد عليه. الحذف كان اعترافاً بالهزيمة، إقراراً بأن الكذب لم يجد من يصدقه، وبأن الصحافة الحرة أقوى من كل ترسانة السبونسوريزي.

إن الفضيحة هنا ليست فقط في التشهير بصحفي حر، بل في السؤال الجوهري: من موّل هذه الحملة؟ هل هي أموال شركات رئيس الحكومة، أم مال عام كان يفترض أن يذهب لبناء مستشفى أو تجهيز مدرسة؟ كيف يمكن لرئيس حكومة أن يختبئ وراء صفحة فايسبوكية مأجورة بدل أن يواجه الأسئلة الحقيقية للمغاربة؟

إن ما وقع يختصر معركة اليوم: صحفي حر يواجه إمبراطورية إعلامية مبنية على الإعلانات والصفقات.

يونس أفطيط بكاميرا هاتفه هزم كتيبة كاملة مدججة بالمال. فيديوهاته حول الصحة والغلاء فعلت ما لم تستطع فعله خطب طويلة ولا بلاغات رسمية. وهنا يكمن جوهر الصراع: الحقيقة لا تحتاج إلى سبونسوريزي، بل إلى شجاعة.

إن التضامن مع يونس أفطيط هو تضامن مع المغرب العميق، مع المواطن الذي يريد جواباً لا إشهاراً، مع الصحافة التي تحترم القارئ لا التي تبيعه في سوق الدعاية.

أخنوش يستطيع أن يشتري صفحات افتراضية، لكنه لا يستطيع أن يشتري ذاكرة المغاربة. يستطيع أن يحذف منشوراً، لكنه لا يستطيع أن يحذف الحقيقة.

هكذا انهارت الإمبراطورية التي بُنيت على المال أمام جملة نارية قالها صحفي واحد. وهكذا ستظل المعركة مفتوحة: بين من يملك الملايين ليخفي الشمس، ومن يملك الكلمة ليضيء بها الطريق.