من هو الحاخام ربي حاييم بينتو الذي تخلد ذكراه في الصويرة؟

هاشتاغ
شهدت مدينة الصويرة إحياء ذكرى الشيخ الحاييِم بنتو، المعروف بلقب البابا سالي، أحد أبرز الشخصيات الروحية في تاريخ المغرب واليهودية المغربية حيث يعرف عن الشيخ قدسيته، معجزاته، وتفانيه في خدمة الناس، حيث أصبح رمزاً لمحبّة الإنسان وخشية الله.

ولد إسرائيل أبوهوتسيرا المعروف بالبــابا سالي في مدينة الريصاني بجهة تافيلالت المغربية لعائلة من رجال الدين والمشايخ المتصوفين ووالده مسعود أبوهوتسيرا كان حفيد الحاخام يعقوب أبوهوتسيرا صاحب كتاب “أبير يعقوب”.

منذ صغره أظهر البابا سالي التزاماً روحانياً شديداً فكان يمارس الزهد، يصوم أياماً طويلة، ويغتسل في المياه الباردة، كما نذر عدم أكل اللحوم لمدة خمسين عاماً.

بعد وفاة والده تولى شقيقه الأكبر ديفيد المسؤوليات الدينية، ثم عين البابا سالي رئيساً للييشيفا في ريساني وهو في سن الثامنة عشرة.

في عام 1922 سافر البابا سالي إلى فلسطين ودرس في يشيفات بيت إيل الخاصة بالمكاباليين ثم عاد إلى المغرب بناءً على توجيه معلمه.

في أواخر الثلاثينيات تم تعيينه كحاخام في أرفود قرب الريصاني وفي عام 1951 هاجر مع أسرته إلى إسرائيل، مع إقامة قصيرة في فرنسا وتونس قبل أن يستقر في مدن إسرائيل المختلفة، وأخيراً في نتيفوت عام 1970.

عرف البابا سالي بكونه “أب الصلاة” لشعب إسرائيل حيث كان يرحب بالآلاف من جميع شرائح المجتمع ويمنحهم بركاته ويعطف على الأرامل واليتامى ويؤمن بالقدرة الروحية للصلاة الخالصة في تحقيق المعجزات.

ورغم تدهور صحته في السنوات الأخيرة ظل يعطي دروسه الروحية ويشارك في المناسبات الدينية حتى وفاته في 8 يناير 1984 حيث أصبح قبره في نتيفوت مزاراً سنوياً.

كان البابا سالي مؤمناً بقوة الصلاة الخالصة وأكد أن التزام الإنسان بتعاليم الله وطلب البركة من الرب يمكن أن يحقق نتائج خارقة دون استخدام أي تمائم. كما كان يربط بين شرب الماء وتعلم التوراة، حيث شبه التوراة بالماء الذي يروي الروح، مؤكداً أن التعلم بشغف هو أساس البركة والقدرة الروحية.

تجتمع كل سنة آلاف الاشخاص لإحياء ذكرى البابا سالي، حيث تُقام الصلوات والمراسم الدينية التقليدية، وتُنظم حلقات للتأمل والتعلم الروحي. وتعد هذه المناسبة فرصة لتجديد القيم الدينية ونقل التراث الروحي للأجيال الجديدة.