المغرب يراقب بحذر غموض موقف الحزب الشعبي الإسباني تجاه نزاع الصحراء المغربية

كريم الاحمدي
أبدى المغرب مخاوفه من استمرار الغموض الذي يتبناه الحزب الشعبي الإسباني (PP) بشأن نزاع الصحراء المغربية خصوصاً بعد مشاركة ممثل جبهة البوليساريو في المؤتمر الأخير للحزب في يوليو 2025.

ويرى مسؤولون مغاربة أن حضور ممثل البوليساريو قد يفسر على أنه مؤشر على أن أي حكومة مستقبلية يقودها الحزب الشعبي قد لا تلتزم بالاتفاقات التي أبرمها رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز مع المغرب عام 2022 والتي دعمت مبادرة الحكم الذاتي كحل للنزاع.

ويذكر أن رئيس الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخيو أكد في لقاء سابق مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش أنه لا يعرف تفاصيل الالتزامات التي أبرمها سانشيز مع المغرب، وأنه لا يستطيع التعهد بالالتزام بها ما لم يوضَّح له.

هذه التصريحات أثارت القلق في الرباط خصوصاً أن موقف المغرب من الصحراء يظل حساساً ويعد أحد أهم إنجازاته الدبلوماسية في السنوات الأخيرة.

وردت بعض القوى السياسية المغربية أبرزها حزب الاستقلال على هذا الغموض برسائل احتجاجية، فيما تناولت الصحافة المغربية الأمر بتفصيل، مع التركيز على المخاوف المتعلقة بإمكانية تراجع إسبانيا عن دعم خطة الحكم الذاتي.

وأكد الحزب الشعبي في بيانه السياسي خلال المؤتمر أن هدفه هو الحفاظ على أفضل العلاقات الممكنة مع المغرب والجزائر بطريقة متوازنة، مع الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية.

ويستبعد الحزب سياسة الحقائق المنجزة ويفضل الحلول التفاوضية بين الطرفين دون استبعاد خطة الحكم الذاتي المغربية، لكن مع الاعتراف بصعوبة تنفيذها في ظل الغموض السياسي الحالي.