مرة أخرى يؤكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن همه الأول هو الكراسي والمناصب لا مطالب المغاربة ولا صرخة شباب “جيل زد” الغاضب من تردي الخدمات الصحية والتعليمية واستفحال الفساد.
ففي اجتماع عقده أمس مع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والمكتب السياسي، دعا لشكر إلى عدم مساندة احتجاجات الشباب، وعدم حتى انتقادها، مبرراً ذلك بأن “شباب الحزب لا يتحكمون في هذه المبادرة”، داعياً إلى الحياد والابتعاد عن الحركة وأخد مسافة منها.
لكن ما شدّد عليه لشكر أكثر هو أن ينصب تركيز الحزب على المؤتمر المقبل، وعلى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وكأن مستقبل المغرب والشباب لا يهم بقدر ما يهمه عدد الحاضرين في مؤتمره، ووزن حزبه في صناديق الاقتراع.
موقف اعتبره عضو في المكتب السياسي “انتحارياً ولاوطنياً”، مؤكداً أن الكاتب الأول يفكر في شخصه ومناصبه أكثر مما يفكر في الوطن والمصالح العليا للمغرب والمغاربة.
ويأتي هذا الموقف المثير للجدل في الوقت الذي وقفت فيه كل أحزاب المعارضة إلى جانب الاحتجاجات السلمية لشباب “جيل زد”، معتبرة أن صوتهم تعبير حضاري عن مطالب اجتماعية ملحة، ومحذرة من أي انزلاق نحو العنف.