هاشتاغ
ألقت موجة الاحتجاجات التي يقودها شباب ما يُعرف بـ”جيل Z” بظلالها على الساحة الفنية والثقافية في المغرب، حيث وجد عدد من منظمي الحفلات أنفسهم مضطرين إلى إلغاء أو تأجيل عروض موسيقية كبرى كان يُنتظر أن تستقطب جمهورا واسعا.
وحسب مصادر مطلعة، فقد تقرر تأجيل الحفل الذي كان سيجمع الفنان اللبناني آدم إلى جانب محمد شاكر وعبير نعمة، بعدما خلصت الجهة المنظمة إلى أن الأوضاع الحالية لا تسمح بتنظيم حدث فني بهذا الحجم، مؤكدة أنها تدرس إمكانية تحديد مواعيد بديلة تراعي أجندة الفنانين.
ولم يكن هذا الحفل الوحيد الذي طالته تداعيات الاحتجاجات، إذ تم تأجيل عروض أخرى، أبرزها الحفل الفني لنجم الراب المغربي “دون بيغ” وسهرة فرقة “هوبا هوبا سبيريت”، إضافة إلى الأمسية الموسيقية التي كان من المرتقب أن يحييها المايسترو المغربي أرسلان.
وأكدت مصادر مقربة من المنظمين أن هذه القرارات فرضتها “الظروف الاستثنائية” الراهنة، مشددة على أن ضمان سلامة الجمهور والفنانين يبقى أولوية تتقدم على أي اعتبارات تجارية أو فنية.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار احتجاجات “جيل Z” لليوم الخامس على التوالي بعدد من المدن المغربية، حيث يرفع الشباب المحتجون شعارات تطالب بتحسين التعليم والصحة ومحاربة الفساد، في وقت سجلت بعض الانزلاقات الميدانية من أعمال تخريب وإضرام نيران، وهو ما أثار نقاشا واسعا حول حدود الاحتجاج السلمي وضمان احترام النظام العام.
ويرى مراقبون أن إلغاء وتأجيل هذه الحفلات يعكس التأثير المباشر للحركة الاحتجاجية على القطاع الثقافي والفني، ويفتح الباب أمام أسئلة حول قدرة الساحة الفنية على استعادة زخمها في ظل استمرار التعبئة الشبابية بالشارع.