هاشتاغ
شهد المغرب في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات واسعة، تعكس غضب واستياء جيل الشباب، وسط اهتمام متزايد من الصحافة الدولية، ولا سيما الإسبانية، التي تابعت التطورات عن كثب.
وتقول صحيفة El País في تقريرها الصادر اليوم بعنوان “الشباب المغربي يقول كفى” إن الاحتجاجات الحالية ليست مجرد تحركات عابرة، بل تعبير عن استياء عميق لدى جيل يشهد بطالة مرتفعة وتفاوتًا اقتصاديًا ملحوظًا. الصحيفة أضافت أن القمع الأمني وحده لن يعالج الأسباب الجذرية لهذه الاحتجاجات، وأن الحلول تتطلب إصلاحات اجتماعية واقتصادية عاجلة.
الكاتب Juan Carlos Sanz وصف الاحتجاجات بأنها “أوسع انفجار اجتماعي منذ الربيع العربي في 2011″، مؤكدًا أنها تأتي في لحظة دقيقة بالنسبة لاستقرار المملكة. ويرى أن الاحتجاجات تمثل اختبارًا كبيرًا للحكومة الملكية وحلفائها السياسيين، خاصة في ظل استعداد المغرب لاستضافة فعاليات رياضية عالمية.
حسب تقارير El País Exprés، بدأت شرارة الاحتجاجات بعد وفاة ثماني نساء في مستشفى بأغادير، ما كشف عن أوجه القصور في النظام الصحي المغربي، قبل أن تتسع لتشمل مطالب اقتصادية واجتماعية واسعة. وقد أشار الكاتب إلى أن الاحتجاجات تكشف عن فجوة متزايدة بين الشباب والطموحات الاقتصادية للدولة، وهي فجوة لم تُعالج منذ سنوات.
تشير تحليلات الصحافة الإسبانية إلى أن ما يعرف بـ*”جيل Z”* المغربي يترك وراءه “جرحًا جيليًا مفتوحًا”، إذ أن تحركاتهم المدنية تعكس شعورًا بعدم الانتماء والتهميش في مجتمع يطمح للنمو الاقتصادي لكنه لا يوفر الفرص المتساوية للشباب.
ووصف Juan Carlos Sanz الاحتجاجات بأنها “تسونامي من الغضب” يكتسح المجتمع المغربي، محذرًا من أن استمرار تجاهل مطالب الشباب قد يؤدي إلى تصعيد اجتماعي واسع النطاق، ويضع المؤسسات في مواجهة مباشرة مع الشارع.