في حوار مطول مع لو بوينت أفريك، حذر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية والوجه البارز للمعارضة المغربية، من تفاقم الفراغ السياسي في المغرب وتراجع قنوات الوساطة بين الدولة والمجتمع، وهو ما يعكس تراجع الدينامية الديمقراطية التي كان من المتوقع أن تتعزز بعد دستور 2011.
وأشار بنعبد الله إلى أن المؤسسات السياسية تعاني من نقص في المصداقية والثقة، ليس فقط لدى الشباب، بل لدى جزء كبير من السكان، مشيرًا إلى أن بعض الأحزاب فقدت استقلاليتها، كما أن أداء الحكومة الحالية جاء مخيبًا للآمال بسبب وعود لم تُنفذ وخطابات لم تتجسد على أرض الواقع.
وفي تعليق حول احتجاجات الشباب المغربي، أوضح بنعبد الله أن جيل Z يرفض اليوم الإطار الحزبي التقليدي ويطالب بإصلاح التعليم والخدمات الصحية، مؤكدًا أن هذه المطالب تعكس شعورًا بالظلم الاجتماعي وعدم المساواة الإقليمية، وهو ما أشار إليه الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش.
وحول سبل إعادة الحوار بين الشباب والسياسة، قال بنعبد الله: “على الشباب الانخراط في الهياكل السياسية القائمة، سواء عبر الانضمام إلى الأحزاب أو إنشاء حركات جديدة، لضمان تأثيرهم بشكل ملموس”، مضيفًا أن هذا التوجه يساهم في إحياء الديمقراطية وتعزيز الثقة بالمؤسسات.
كما شدد على أن أي تغيير حكومي يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية المعمول بها، مؤكدًا أن الحل لا يكمن في حكومة تكنوقراطية منفصلة عن البرلمان والمساءلة الدستورية، بل عبر استعادة مصداقية المؤسسات وإعادة الثقة للشباب لضمان مشاركة فعّالة وبناءة في الحياة السياسية.
وبين بنعبد الله أن العنف لن يحل المشكلات، داعيًا الشباب إلى التعبير عن مطالبهم بشكل سلمي وفعال، مشيرًا إلى أن التجربة الحالية للمغرب تعكس أيضًا حركة عالمية لشباب جيل Z يطالب بحقوقه ويطالب بالاستماع إليه في كل أنحاء العالم.