هاشتاغ
تعيش المملكة المغربية على وقع تراجع مقلق في المخزون المائي، حيث انخفضت نسبة ملء السدود إلى 32.4% فقط، أي ما يعادل 5441 مليون متر مكعب من المياه، وفقاً لأحدث بيانات منصة “الما ديالنا” التابعة لوزارة التجهيز والماء.
ويأتي هذا التراجع الحاد في سياق استمرار سنوات الجفاف المتتالية وضعف التساقطات المطرية التي أثرت على مختلف الأحواض المائية بالمملكة، مما يعمق أزمة المياه التي تلقي بظلالها على الزراعة والماء الصالح للشرب والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالموارد المائية.
وتُظهر الأرقام تفاوتاً واضحاً في نسب الملء بين الأحواض المائية؛ فبينما تحافظ بعض السدود على مستويات مقبولة، تشهد أخرى عجزاً خطيراً. إذ لا تتجاوز نسبة الملء في حوض أم الربيع 10% بمخزون لا يتعدى 499.7 مليون متر مكعب، ليكون بذلك من أكثر الأحواض تضرراً، في حين سجل حوض اللوكوس نسبة 47.1% بمخزون بلغ 900.6 مليون متر مكعب.
أما حوض سبو، الذي يعد من بين أكبر الأحواض بالمغرب، فسجل نسبة ملء تقدر بـ 42.5% أي 2362.8 مليون متر مكعب، في حين لم تتجاوز النسبة في حوض ملوية 29.2% بمخزون يقدر بـ 210 ملايين متر مكعب فقط.
وفي المقابل، حافظ حوض أبي رقراق، الذي يزود جزءاً من المناطق الساحلية والعاصمة الرباط بالمياه، على نسبة مرتفعة نسبياً بلغت 63.3% بمخزون قدره 685.6 مليون متر مكعب، بينما بلغت النسبة في حوض كير–زير–غريس حوالي 48.6% بمخزون 261.2 مليون متر مكعب.
أما حوض تانسيفت، الذي يغطي جهة مراكش، فسجل نسبة ملء ضعيفة لم تتجاوز 39.2% بمخزون 89.1 مليون متر مكعب، وهو ما يعكس الضغط المائي الكبير الذي تعيشه المنطقة نتيجة محدودية التساقطات وارتفاع الطلب على المياه.
ويُجمع خبراء المياه على أن هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر، وتستدعي تسريع تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للماء، وتعزيز إعادة استخدام المياه العادمة وتحلية مياه البحر، كخيارات ضرورية لضمان الأمن المائي للمملكة في ظل التغير المناخي المتسارع.