إدريس لشكر.. مصالح شخصية تفوق الوطن في زمن احتجاجات جيل Z

هاشتاغ
في ظل احتجاجات “جيل Z” التي اجتاحت عدة مدن مغربية خلال الأسابيع الأخيرة، يبدو أن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر اختار استراتيجية الصمت التام، مكفيا بتجاهل الأحداث وعدم إصدار أي موقف رسمي منها.

فحتى الخطاب الملكي الأخير الذي تناول قضايا أساسية تهم الشباب ومستقبل البلاد، لم يجد له لشكر أي تعليق، ما يعكس توجهه الشخصي الذي يضع مصلحته فوق قضايا الوطن.

مصادر مطلعة داخل الحزب تشير إلى أن لشكر يركز بشكل أساسي على ضمان ولاية رابعة على رأس الاتحاد الاشتراكي، معتبرًا أي نقاش أو موقف من احتجاجات الشباب تهديدا لموقعه القيادي، خصوصًا فيما يتعلق بإشراك الشباب في القرار الحزبي.

هذا التوجه يعكس خوفا من فتح المجال أمام مناقشات تتعلق بمستقبل الحزب وأولوية الشباب داخله، ما قد يقلص من سلطته ويضعف قبضته على القيادة.

ليس هذا فحسب بل إن سلوك لشكر يعكس أولوياته الذاتية على حساب قضايا الوطن ومستقبله، فهو يحرص أكثر على تثبيت نفسه «الزعيم الأبدي» للاتحاد الاشتراكي على حساب التواصل مع الشباب ومعالجة مخاوفهم ومطالبهم.

وفق المصادر فقد طلب لشكر من أعضاء الحزب الامتناع عن أي حديث أو تفاعل مع ما يجري في المغرب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في خطوة تعكس سياسة “دفن الرأس في التراب” لتجنب أي التزامات سياسية أو موقف قد يضر بموقعه الشخصي.

التحليل السياسي لهذه الخطوة يظهر تناقضا حادا بين الدور التاريخي للاتحاد الاشتراكي كحزب شعبي وبين إدارة قيادته الحالية للأزمات، حيث يضع الزعيم مصالحه الخاصة فوق مصلحة الحزب والوطن، ما يفتح نقاشا حول جدوى استمرار قيادة لشكر في زمن يتطلب قيادة أكثر انفتاحًا واستجابة لمطالب الشباب ومؤسسات الدولة.