جيل “GenZ212”.. حين يتحول الاحتجاج إلى تطرف رمزي ضد المنتخب الوطني!

خالد بوبكري
أثارت دعوة حركة “GenZ212” إلى مقاطعة مباراة المنتخب المغربي أمام الكونغو، المقررة بملعب مولاي عبد الله في الرباط استياء واسعاً في الشارع المغربي بعدما اعتبرها كثيرون تطاولا على الرموز الوطنية ومحاولة لزرع الشك والانقسام بين المغاربة في وقتٍ يجتمع فيه الجميع خلف أسود الأطلس.

الحركة التي تدّعي “حب الوطن والدفاع عن قضايا الشباب” أصدرت بلاغاً تدعو فيه إلى “مدرجات خالية” كرسالة احتجاج، لكنها في الواقع وقعت في فخ التناقض الصارخ، إذ كيف يمكن لمن يزعم حب الوطن أن يقاطع منتخب بلاده الذي يعد رمزاً للوحدة الوطنية وواجهة المغرب في المحافل الدولية؟

فالملاعب كانت دائما فضاء لرفع الراية المغربية عاليا لا منبرا لتصفية الحسابات السياسية أو توجيه الرسائل الشعبوية.

إن المنتخب الوطني ليس خصما سياسيا ولا طرفا في الصراعات الاجتماعية بل هو صورة للوطن حين يتجسد في عيون العالم.

ومثل هذه الدعوات اللامسؤولة تحت غطاء “المقاطعة السلمية”، تدخل في خانة التطرف الرمزي الذي يسعى لتقويض الرموز الجامعة باسم النضال.

فمن حق الشباب المطالبة بحقوقهم لكن لا أحد يملك حق مصادرة فرحة المغاربة أو تشويه لحظة وطنية توحد القلوب خلف راية واحدة.

فالوطن لا يُقاطع ومن إختار الغياب ومقاطعة المدرجات اليوم إنما يغيب عن معنى الانتماء نفسه.