آلاف الهواتف المسروقة في فرنسا تباع في المغرب والجزائر

هاشتاغ
تتزايد في السنوات الأخيرة ظاهرة تهريب الهواتف الذكية المسروقة من فرنسا نحو دول المغرب العربي، وعلى رأسها المغرب والجزائر، حيث تُباع في الأسواق السوداء أو تُفكك أجزاؤها لبيعها كقطع غيار. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن نحو 600 ألف هاتف محمول يُسرق سنوياً في فرنسا.

في أحد الأمثلة، فقد الشاب الفرنسي هوغو نيفيرتس هاتفه أثناء احتفالات فريق باريس سان جيرمان في جادة الشانزليزيه، بعدما انتُزع من يده وسط الزحام. ورغم تقدمه بشكوى، فإن هاتفه الذي بلغت قيمته 1200 يورو لم يُسترجع، كما رفضت شركة التأمين تعويضه.

وتُظهر التحقيقات أن هذه الأجهزة تُشحن من أحياء باريسية معروفة مثل بارباس روشوشوار، حيث يبيع اللصوص الهواتف لمتواطئين يعملون كوسطاء قبل نقلها إلى الخارج. وبعد أيام قليلة فقط، تصل الهواتف إلى مدن مغربية وجزائرية.

الطالبة فيكتوريا دا سيلفا غونشالفيس من مدينة ليون أكدت أنها تمكنت من تتبع هاتفها المسروق عبر تقنية تحديد الموقع، لتكتشف بعد أسبوعين أنه أصبح في الجزائر.

وفي مدينة طنجة أوضح أحد المشتغلين في إصلاح الهواتف أنه يشتري الأجهزة المسروقة بغرض تفكيكها لاستخدام قطعها الداخلية، قائلاً: «نشتري الكاميرات والمكبرات والبطاريات… كلها تباع بسعر جيد».

وفي مواجهة هذا الاتجار المتنامي، كثفت السلطات الفرنسية حملاتها الأمنية، إذ تمكنت قبل أسبوعين من تفكيك شبكة في منطقة ليون تضم 14 شخصاً، يشتبه في تورطهم بسرقة مئات الهواتف تزيد قيمتها الإجمالية عن مليون يورو.

وأكدت الشرطة الفرنسية أن هذه الشبكات منظمة ومهيكلة بشكل دقيق، إذ يجري تجنيد عناصرها عبر تطبيقات مشفرة، وأنه رغم توقيف بعض أفرادها، فإن مجموعات جديدة تُستبدل بهم سريعاً، مما يجعل من الصعب القضاء على الظاهرة نهائياً.