ع.بوناصر/برشلونة
كشف تقرير حكومي إسباني حديث أن الغالبية الساحقة من المحتوى العنصري على وسائل التواصل الاجتماعي موجه ضد المسلمين والمغاربيين، وعلى رأسهم المغاربة المقيمون في إسبانيا، في مؤشر مقلق على تصاعد موجة الإسلاموفوبيا والعنصرية الرقمية.
وبحسب التقرير، الذي أعده المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكره الأجانب (Oberaxe) التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي، فإن 94% من مجموع 47.717 رسالة كراهية تم رصدها خلال الثلاثين يوماً الماضية استهدفت شمال أفارقة (54%) ومسلمين (40%)، وهو ما يؤكد استمرار الاتجاه نفسه منذ بداية عام 2025.
وأشار التقرير، الذي نقلت تفاصيله صحيفة El País، إلى أن المسلمين ليسوا مجرد فئة مستهدفة ضمن عدة فئات، بل هم الفئة الأكثر تعرضاً للهجمات العنصرية في الخطاب الرقمي الإسباني، لاسيما على منصات فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، يوتيوب ومنصة X (تويتر سابقاً).
وأوضح المرصد أن نسبة كبيرة من هذه الرسائل تربط خطأً بين الإسلام والعنف أو الهجرة غير النظامية، ما يغذي صوراً نمطية سلبية تجاه الجاليات المغاربية، خصوصاً القادمة من المغرب.
التقرير دعا الحكومة الإسبانية إلى تعزيز التعاون مع المنصات الرقمية الكبرى لإزالة المحتويات المسيئة ومعاقبة الحسابات التي تروّج للكراهية، مشيراً إلى أن خطاب اليمين المتطرف ما زال يغذي هذه الموجة من العنصرية عبر توظيف قضايا الهجرة والإسلام لأغراض انتخابية.
كما نبّه المرصد إلى أن هذا المناخ العدائي يهدد التماسك الاجتماعي في المدن الإسبانية التي تعرف وجوداً مكثفاً للجالية المغربية، مثل برشلونة ومدريد ومالقة ومرسية.
ورصد التقرير أيضاً تزايد المنشورات التي تستهدف النساء المسلمات أو ذوات الأصول المغربية، خصوصاً تلك التي ترتدي الحجاب، واصفاً هذه الظاهرة بأنها “شكل مضاعف من التمييز يجمع بين العنصرية وكراهية المرأة”.
من جانبها، أكدت وزارة الإدماج أن الحكومة ستطلق قريباً حملة وطنية للتوعية ضد خطاب الكراهية على الإنترنت، تشمل المدارس والجامعات، مع التركيز على نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.
واعتبرت الوزارة أن “محاربة الكراهية لا تتطلب فقط حذف المنشورات أو معاقبة المسيئين، بل تغيير الثقافة الرقمية ذاتها التي تسمح بانتشار خطاب العنف اللفظي والعنصرية دون وعي بخطورته على المجتمع الديمقراطي”.