Hashtag/متابعة
في مشهد غير مسبوق في التاريخ السياسي الفرنسي الحديث، توجّه الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي صباح اليوم الثلاثاء بنفسه إلى سجن “لا سانتيه” بالعاصمة باريس، لبدء تنفيذ حكم بالسجن خمس سنوات صدر بحقه على خلفية قضايا فساد وتمويل غير قانوني للحملات الانتخابية، حسبما أفادت صحيفة لو فيجارو وقناة BFMTV.
وبحسب المصادر ذاتها، غادر ساركوزي منزله في الدائرة السادسة عشرة بالعاصمة حوالي التاسعة والنصف صباحًا، متجهًا بسيارته الخاصة إلى السجن الواقع في قلب باريس، حيث استقبله مدير السجن شخصيًا قبل نقله إلى زنزانته التي تبلغ مساحتها 11 مترًا مربعًا داخل الجناح شديد الحراسة.
وتشير المعلومات إلى أن السلطات الفرنسية ستتعامل مع الرئيس الأسبق وفق الإجراءات المعتادة، إذ تم أخذ بصماته وتصويره ومنحه رقمًا سجنيًا خاصًا، إلى جانب تزويده بما يُعرف بـ”عدة السجين”، والتي تشمل أدوات النظافة والملابس الأساسية والبطانيات.
وسيسمح لساركوزي، البالغ من العمر 70 عامًا، بالتواصل مع عائلته ومحاميه كتابةً وبالهاتف، كما سيتمكن من ممارسة الرياضة ساعة يوميًا في ساحة مخصصة، إضافة إلى امتلاكه جهاز تلفاز صغير داخل زنزانته. غير أنه لن يُسمح له باستخدام الهاتف المحمول.
وذكرت لو فيجارو أن الرئيس الأسبق اصطحب معه كتابين إلى السجن: رواية “الكونت دي مونت كريستو” لألكسندر دوما، وسيرة للمسيح كتبها جان كريستيان بيتيتفيس، كما يعتزم تأليف كتاب جديد خلال فترة حبسه.
من جهته، أكد وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان أنه سيتابع شخصيًا ظروف احتجاز ساركوزي، لضمان احترام معايير المعاملة الإنسانية.
وفي سياق متصل، دعا نجل الرئيس السابق، لويس ساركوزي، إلى مظاهرة دعم لوالده أمام منزله صباح اليوم، تزامنًا مع نقله إلى السجن، في خطوة رمزية احتجاجًا على “ما يعتبره أنصار ساركوزي استهدافًا سياسياً”.
يُذكر أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يدخل فيها رئيس فرنسي سابق السجن فعليًا لقضاء عقوبة بالسجن النافذ، ما يعكس – حسب المراقبين – “تشدد القضاء الفرنسي في قضايا الفساد السياسي، مهما كان موقع المعني بها”.