تحرك أمريكي لإنهاء الأزمة بين المغرب والجزائر وسط آمال باتفاق خلال 54 يوما

هاشتاغ. أحمد مولاي العربي

تشهد منطقة شمال إفريقيا حراكاً دبلوماسياً متسارعاً تقوده الولايات المتحدة بهدف إنهاء التوتر المستمر منذ عقود بين المغرب والجزائر، في خطوة قد تُعيد رسم موازين القوى في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وأكد ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، أن واشنطن تعمل على مفاوضات ثلاثية بين الولايات المتحدة والمغرب والجزائر للتوصل إلى اتفاق يُنهي الخلاف حول ملف الصحراء الغربية. وقال في مقابلة تلفزيونية إن الاتفاق “قد يرى النور خلال 60 يوماً”.

ورغم أن ويتكوف لا يشغل منصباً رسمياً داخل الإدارة الأمريكية، إلا أنه يُعد من الشخصيات الأكثر قرباً من ترامب في ملفات السياسة الخارجية، إلى جانب جاريد كوشنر، مهندس “اتفاقات أبراهام” التي انضم إليها المغرب عام 2020 إلى جانب دول عربية أخرى.

تركّز التحركات الأمريكية على محاولة تحقيق اختراق في أزمة الصحراء الغربية، التي تسببت في قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر منذ سنوات، وسط توتر سياسي وحدودي يشمل سباقاً للتسلح وتبادل الاتهامات.

ويرتكز الموقف المغربي على خطة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي لإنهاء النزاع، بينما تواصل الجزائر دعم جبهة البوليساريو سياسياً ولوجستياً.

تعكس الأزمة الراهنة تراكمات سياسية وتاريخية معقّدة، أبرزها صدامات دبلوماسية متكررة، وتوترات أمنية مرتبطة بالحدود، في ظل تغيّر المشهد الإقليمي بعد التقارب بين دول عربية وإسرائيل ضمن اتفاقات أبراهام.

وترى واشنطن أن إنهاء الخلاف بين البلدين الجارين من شأنه فتح مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، وتعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل التي تشهد تحديات أمنية متصاعدة.

وفق تقديرات الجانب الأمريكي، فإن حل ملف الصحراء يبقى العقدة الأساسية في التفاوض، غير أن مؤشرات التفاؤل بوساطة ناجحة بدأت تبرز، ما قد يمهّد لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد عقود من القطيعة والتوتر.

وتأمل واشنطن في أن يؤدي أي اتفاق محتمل إلى وضع أسس تعاون سياسي واقتصادي وأمني بين المغرب والجزائر، بما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.