لماذا صمتت الجزائر أمام واشنطن في قضية الصحراء المغربية وإحتجت على أوروبا؟

هاشتاغ
في الوقت الذي رفعت فيه الجزائر سقف الاحتجاج والتصعيد ضد إسبانيا وفرنسا والإمارات بسبب مواقفها الداعمة لمغربية الصحراء، يلفّ الصمت موقفها إزاء الولايات المتحدة الأمريكية عقب تقديمها مشروع قرار بمجلس الأمن يُكرّس مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع.

فبينما استدعت الجزائر سفراء دول أوروبية وأصدرت بيانات نارية في مناسبات سابقة، لم تُقدم هذه المرة على أي خطوة دبلوماسية تجاه واشنطن، لا بلاغ رسمي، ولا استدعاء للسفيرة الأمريكية، ولا حتى خطاب إعلامي حاد، رغم أن المبادرة هذه المرة صادرة عن قوة عظمى وعضو دائم بمجلس الأمن.

ويرى مراقبون أن هذا الصمت يعكس عجز الجزائر عن مواجهة الولايات المتحدة، على عكس سهولة التصعيد مع شركاء أوروبيين أو عرب، نظراً لاختلاف موازين القوة والتأثير. كما يشير، بحسب التحليلات ذاتها، إلى إدراك الجزائر بأن رهاناتها السابقة داخل الأمم المتحدة لم تعد قادرة على تغيير المسار الدبلوماسي لصالح خيار الاستفتاء.

صمت الجزائر، في مقابل التحرك الأمريكي الواضح، يسلّط الضوء على ازدواجية المعايير في مواقفها الدبلوماسية، ويعكس تحوّلاً في ميزان التأثير داخل مجلس الأمن، حيث يتجه ملف الصحراء نحو تكريس الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كخيار عملي ومدعوم دولياً.