Hashtag
تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية خلال الأسابيع المقبلة حركية دبلوماسية غير مسبوقة، مع استعداد وفود أمريكية رسمية لزيارة مدينة الداخلة، في خطوة تمهيدية نحو افتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بالمدينة، في مؤشر واضح على الدعم المتواصل لمغربية الصحراء وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الرباط وواشنطن.
وحسب ما كشفه موقع «The Washington Diplomat»، فقد وصلت بعثة من الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين بكلٍّ من القنصلية الأمريكية في الدار البيضاء والسفارة الأمريكية بالرباط إلى الداخلة، في زيارة تهدف إلى تقييم الوضع الميداني وتنظيم لقاءات مع السلطات المحلية والمسؤولين الجهويين، تمهيدًا لإطلاق المسار الرسمي لفتح قنصلية أمريكية في المدينة.
وتأتي هذه التحركات بعد التصريحات التي أدلى بها ماساد بولوس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب والمكلف بالملف الإفريقي، يوم 17 أكتوبر الجاري، حين أكد أن الإدارة الأمريكية الحالية ما زالت ملتزمة بتنفيذ القرار المتعلق بفتح قنصلية في الداخلة، الذي أُعلن عنه في إطار اتفاقات أبراهام سنة 2020.
الوفد الأمريكي من المرتقب أن يعقد سلسلة اجتماعات مع والي جهة الداخلة وادي الذهب علي خليل، ورئيس المجلس الجهوي ينجا الخطاط، والمدير العام المؤقت للمركز الجهوي للاستثمار أحمد كثير، من أجل الاطلاع على الإمكانات الاقتصادية والبنية التحتية للجهة، خصوصًا في مجالات الطاقات المتجددة والصيد البحري والسياحة.
وتشير المعطيات إلى أن التحضير لهذه الزيارة تم منذ أسابيع بتنسيق مباشر بين الخارجية المغربية ونظيرتها الأمريكية، رغم الصعوبات الناجمة عن الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ فاتح أكتوبر، والذي أثر على أنشطة السلك الدبلوماسي الأمريكي. ومع ذلك، حصلت وزارة الخارجية الأمريكية على ترخيص استثنائي لتنظيم الزيارة، في خطوة رمزية تهدف إلى توجيه رسالة سياسية واضحة قبيل تصويت مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء يوم 30 أكتوبر الجاري.
من المنتظر أن تعلن واشنطن، خلال شهر نونبر المقبل، بشكل رسمي عن نيتها فتح قنصلية لها في الداخلة، وذلك استجابة لطلب مغربي قدم سنة 2020. وتُعتبر هذه الخطوة، بحسب مراقبين، تتويجًا لمسار دبلوماسي بدأ في عهد إدارة ترامب واستمر بدعم من أطراف نافذة داخل الكونغرس والإدارة الأمريكية الحالية.
ويرى الجانب المغربي في المشروع إشارة قوية إلى ثقة واشنطن في الاستقرار السياسي والاقتصادي للأقاليم الجنوبية، وتشجيعًا للشركات الأمريكية على الاستثمار في مشاريع الطاقات النظيفة والصيد البحري والخدمات اللوجستية. كما صادقت وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) على الجانب الأمني لهذه المبادرة، معتبرة المنطقة آمنة ومؤهلة لاستقبال استثمارات أمريكية مباشرة.
عقب انتهاء الزيارة، سيتم رفع تقرير مفصل إلى الإدارة الأمريكية يتضمن التقديرات اللوجستية والبشرية والمالية الخاصة بإحداث القنصلية الجديدة. وسيُعرض الملف على وزارة الخارجية برئاسة ماركو روبيو، قبل إحالته إلى الكونغرس الأمريكي للموافقة على الميزانية اللازمة.
وبالتوازي مع ذلك، ستعمل السلطات المغربية والأمريكية على تبادل لوائح الأسماء والتفاصيل التقنية، في انتظار أن تشرف الوكالة الأمريكية للبنيات التحتية الدبلوماسية (OBO) على عمليات التشييد، قبل اقتراح القناصل والدبلوماسيين الذين سيباشرون مهامهم بعد اعتمادهم رسميًا من طرف الرباط.
ويرى محللون أن هذه الزيارة، التي تأتي في سياق دولي حساس وقبيل جلسة الأمم المتحدة حول الصحراء، تعكس رغبة واشنطن في تثبيت وجودها الدبلوماسي في المنطقة وتأكيد دعمها لحل الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب تحت سيادته.
المصدر: The Washington Diplomat






