عصابات الكوكايين تغير قواعد اللعبة: تهريب بحري وغواصات من الأمازون إلى المغرب

هاشتاغ
تشهد شبكات تهريب الكوكايين في أوروبا، خصوصًا بإسبانيا، تحوّلًا لافتًا في أساليبها بعد تشديد الرقابة على الموانئ الكبرى مثل الجزيرة الخضراء وفالنسيا وبرشلونة.

ووفقًا لتقرير مطوّل نشرته صحيفة El País، فقد لجأت هذه الشبكات إلى طرق جديدة أكثر ذكاءً ومرونة لتفادي الملاحقة الأمنية، أبرزها تخزين المخدرات إلى حين ارتفاع الأسعار أو إسقاطها في عرض البحر بعلامات مميّزة لتلتقطها زوارق سريعة لاحقًا.

التحقيق الإسباني كشف عن توسع استخدام الغواصات شبه المغمورة، يصعب رصدها بالأقمار الصناعية، وتُبنى بتقنيات عالية تصل كلفتها إلى 600 ألف يورو.
كما رصدت الأجهزة الأمنية اتجاه الكارتلات إلى تخزين ما لا يقل عن 70 طنًا من الكوكايين في دول إفريقية بانتظار تحسّن الأسعار، في خطوة تشبه استراتيجيات “الاحتكار التجاري”.

الشرطة الإسبانية أكدت أنّها تعمل ضمن عمليات دولية مشتركة مع أمريكا اللاتينية والبرازيل لوقف بناء الغواصات المخصّصة للتهريب، مثل “عملية الذئب” التي أدّت إلى تفكيك ورشة سرية في مصبّ نهر الأمازون.
في المقابل، فرّ زعيم شبكة تُعرف باسم “تيدي” إلى دبي، التي تحوّلت – بحسب التقرير – إلى ملاذ آمن لقيادات الجريمة المنظمة الهاربة من أوروبا.

رغم بقاء أوروبا السوق الرئيسية للكوكايين، يتجه المهربون نحو أسواق جديدة مثل أستراليا وآسيا حيث تبلغ الأسعار ثلاثة أضعاف مثيلتها الأوروبية.
وقد أشار التقرير إلى أن الكيلوغرام الواحد يُباع في أستراليا بحوالي 60 ألف يورو مقابل 14 ألفًا فقط في أوروبا، مما يغري الشبكات بتغيير طرقها واتجاهاتها.

الشرطة الإسبانية تؤكد أن الضغط المستمر والتعاون الدولي هما السلاح الأنجع في مواجهة تطور أساليب الكارتلات، التي لم تعد تكتفي بالبحر والجو بل أصبحت تبتكر كل يوم وسيلة جديدة لعبور الحدود.

المصدر: صحيفة El País الإسبانية