هاشتاغ
كتبت صحيفة إلباييس الإسبانية أن المغرب طوى اليوم واحدة من أقدم النزاعات الإقليمية في القارة الإفريقية، بعد أن تبنّى مجلس الأمن الدولي القرار 2797 الذي يُكرّس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلّ وحيد وواقعي لقضية الصحراء.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التطور الأممي يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، الحدث الذي غيّر مسار التاريخ المغربي وأصبح رمزاً للوحدة الوطنية. واعتبرت أن “المغرب يُنهي خمسين سنة من الانتظار الدبلوماسي عبر تحقيق اعتراف دولي واسع بسيادته على أقاليمه الجنوبية”.
وأضافت إلباييس أن تبنّي القرار في مجلس الأمن بـ 11 صوتاً مؤيداً ودون معارضة يُعدّ انتصاراً واضحاً للدبلوماسية المغربية، التي نجحت – بفضل القيادة المتبصّرة للملك محمد السادس – في تحويل ملف الصحراء من نزاع إقليمي إلى قضية استقرار وتنمية في شمال إفريقيا.
كما أبرز المقال أنّ دعم الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا للقرار عكس توجهاً دولياً جديداً نحو طيّ النزاع، فيما اكتفت الجزائر بالمقاطعة وامتنعت باكستان عن التصويت، وهو ما فسّرته الصحيفة بأنه انعكاس لعزلة متزايدة لمواقف “جبهة البوليساريو” داخل المؤسسات الأممية.
وتابعت الجريدة أن المغرب استطاع أن يُقنع المنتظم الدولي بأن نموذجه التنموي في الأقاليم الجنوبية ليس مجرّد خطاب سياسي، بل مشروع تنموي شامل قائم على البنية التحتية الحديثة والاستثمارات الاجتماعية، الأمر الذي جعل مدينتي العيون والداخلة نموذجين لتكامل التنمية والأمن في الساحل.
واختتمت إلباييس تقريرها بالقول إن هذا القرار يفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين الرباط ومدريد، إذ ترى إسبانيا – بحكم موقعها وتاريخها – في استقرار المغرب ضمانة للأمن الإقليمي وللتعاون في ملفات الهجرة والطاقة ومكافحة الإرهاب، معتبرة أن “المسيرة الخضراء الثانية” بدأت الآن، ولكن على طريق الدبلوماسية والتنمية.






