خاشتاغ
كشفت صحيفة Africa Intelligence في تقرير جديد أن فرنسا لعبت الدور الأكثر نشاطاً وحسماً داخل أروقة الأمم المتحدة خلال المفاوضات المتعلقة بمشروع القرار الأمريكي حول الصحراء، والذي صوّت عليه مجلس الأمن نهاية أكتوبر.

ورغم أن واشنطن نجحت في تجنب أي تصويت معارض لمشروع قرارها، فإن الجهد الدبلوماسي الحقيقي، وفق التقرير، اضطلعت به باريس عبر تحركات مكثفة لدى عدد من العواصم الأوروبية لضمان اصطفافها خلف الموقف الداعم للخطة المغربية للحكم الذاتي.
وحسب مصادر دبلوماسية تحدّث إليها الموقع، فإن فرنسا عملت على مدار أسابيع للضغط على شركائها الأوروبيين، خصوصاً في الدنمارك وسلوفينيا واليونان، بهدف توحيد الموقف داخل الاتحاد الأوروبي قبل التصويت الأممي.
ويأتي هذا التحرك ضمن استراتيجية فرنسية تهدف إلى استعادة نفوذها السياسي في المنطقة وتعزيز التنسيق مع الرباط في الملفات الإقليمية المرتبطة بالاستقرار والأمن في غرب المتوسّط.
ويشير التقرير إلى أنّ باريس كثّفت أيضاً اتصالاتها المباشرة مع واشنطن لضمان تماهي المبادرة الأمريكية مع المقاربة الفرنسية التي ترى في مقترح الحكم الذاتي المغربي «الحل الأكثر واقعية» لإنهاء النزاع المستمر منذ عقود.
كما تابع الإليزيه، وفق التقرير، عن قرب مشاورات المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، ونسّق مع الرباط في اللحظات الأخيرة قبل التصويت.
ويأتي هذا الحراك عقب سلسلة لقاءات رفيعة المستوى بين المسؤولين المغاربة والفرنسيين، أبرزها زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى باريس الشهر الماضي، والتي شكلت – بحسب مصادر الموقع – نقطة تحوّل في «إعادة بناء الثقة» بين البلدين بعد أشهر من الفتور.
ويرى مراقبون أن نجاح فرنسا في إقناع شركائها الأوروبيين يعيد رسم موازين التأثير داخل ملف الصحراء، خصوصاً مع دخول إدارة واشنطن على خط الدفع نحو تسوية سياسية تستند إلى مقترح الحكم الذاتي، الأمر الذي يضع ضغوطاً إضافية على الجزائر وجبهة البوليساريو في المرحلة المقبلة.
ويؤكد التقرير أن التحركات الدبلوماسية الحالية تُمهّد لجولة جديدة من المشاورات المغلقة بين القوى المؤثرة في الملف، من واشنطن إلى باريس فالرباط، في محاولة لإحراز تقدم ملموس في مسار الحل السياسي.





