هاشتاغ
نشرت صحيفة El Independiente الإسبانية تقريراً مطولاً يخلّد شهادات عدد من العسكريين الإسبان الذين خدموا في إقليم الساقية الحمراء ووادي الذهب قبل عام 1975، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على نهاية ما كان يُسمى بـ”الصحراء الإسبانية”. وجاء التقرير محمّلاً بقراءات تاريخية متباينة، وانتقادات سياسية داخلية في إسبانيا حول طريقة الانسحاب، أكثر مما هو تحليل للوضع الحالي.

العسكري خوسيه ماريا مانريك، وهو ضابط مدفعية خدم في العيون بين 1973 و1975، قال إن “انسحاب إسبانيا فجّر مساراً جديداً في المنطقة”، مضيفاً بلهجة انتقادية أن ذلك “خلق مغرباً أكثر جرأة”، في إشارة إلى تطوّر الموقف المغربي بعد استرجاعه أقاليمه الجنوبية.
تقرير الصحيفة استعرض أجواء تلك الفترة، خاصة بعد إعلان المغرب سنة 1974 عزمه إنهاء الوجود الإسباني في الإقليم، وهو ما تزامن مع توتر سياسي داخل مدريد وضعف واضح في مؤسسات نظام فرانكو المترنّح آنذاك.
عدد من العسكريين الذين تمت مقابلتهم أكدوا أن القيادة الإسبانية في 1975 أعطت تعليمات صارمة بـ”عدم الاشتباك” مع القوات المغربية، وأن الانسحاب كان سياسياً أكثر منه عسكرياً.
كما أشار التقرير إلى تمزق داخل المؤسسة العسكرية الإسبانية بين من كان يدعم بقاء إسبانيا في المنطقة، ومن اعتبر الانسحاب “مقدّراً” في ظل انتقال السلطة بعد وفاة فرانكو.
التقرير تطرق أيضاً لتجربة تشكيلات القوات البدوية التي كانت تجوب الصحراء رفقة مرشدين من الأهالي، حيث تحدث بعض الضباط عن “ثقة كاملة” كانت تربطهم بالسكان الصحراويين، قبل أن تتدهور العلاقات في سياق بروز جبهة البوليساريو سنة 1973.
الصحيفة ركّزت بشكل واضح على انتقاد طريقة إدارة مدريد للملف في السبعينيات، معتبرة أن الانسحاب كان “مستعجلاً” و”غير مُحكم”، وهو تقييم يتكرر في أوساط سياسية وعسكرية إسبانية منذ سنوات.
المقال الإسباني يعيد فتح صفحات تاريخية تعكس أساساً نزاعات الذاكرة السياسية داخل إسبانيا حول حقبة نهاية عهد فرانكو، أكثر مما يقدم قراءة موضوعية للواقع الحالي. كما يعكس شعوراً بالندم لدى جزء من المؤسسة العسكرية الإسبانية بسبب الانسحاب غير المنظم سنة 1975، وهو نقاش داخلي يعود للواجهة مع كل ذكرى.
—






