هاشتاغ
دعت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال مشاركتها في قمة قادة مؤتمر الأطراف كوب30 بمدينة بيلم البرازيلية، إلى اعتماد ميثاق جديد للثقة المناخية يعيد إحياء الدينامية المتعددة الأطراف في مجال حماية البيئة والعمل المناخي.

وأكدت بنعلي، في كلمتها خلال جلسة رفيعة المستوى حول “عشر سنوات على اتفاق باريس: المساهمات المحددة وطنياً والتمويل المناخي”، أن المغرب يعتبر مؤتمر الأطراف الإطار الأكثر شرعية للعمل المناخي، رغم التحديات والإحباطات التي ترافق المفاوضات الدولية. وشددت على أن نجاح كوب30 يتطلب مسؤولية مشتركة وروح تضامن حقيقية، بما يعزز السلم والأمن الدوليين.
وأبرزت الوزيرة أن إعادة بناء الثقة تمر عبر أولويتين أساسيتين:
توسيع نطاق التمويل المناخي بخارطة طريق واضحة تمتد من باكو إلى بيلم، ثم تقديم مساهمات وطنية طموحة تربط العمل المناخي بمشاريع التكيف الميدانية القابلة للقياس، من أجل حماية الأرواح ودعم الفئات الهشة ومحاربة الفقر وسد فجوات التنفيذ.
وأشارت بنعلي إلى أن جزءاً كبيراً من تمويل الـ100 مليار دولار المخصص للمناخ جاء في شكل قروض غير ميسرة، ما عمق أزمة مديونية العديد من الدول وأضعف الثقة في المنظومة المالية المناخية العالمية. ورحبت بالإصلاحات الأخيرة للمؤسسات المالية الدولية الهادفة إلى تعزيز تعبئة الاستثمارات الخاصة ودعم الأنظمة الوطنية للتمويل المناخي.
وقدمت الوزيرة المساهمة الوطنية المحددة الثالثة للمغرب NDC 3.0 كنموذج للالتزام المناخي، موضحة أنها رفعت من سقف الطموح بتقليص الانبعاثات بنسبة 53 في المائة، منها 22 في المائة غير مشروطة. كما تضمّنَت هذه المساهمة إضافتين منهجيتين مبتكرتين:
الأولى تقنية تعتمد مؤشرات كلفة الخفض حسب القطاعات، والثانية تربط بين التمويل الدولي ومشاريع التكيف المحلي، استناداً إلى جهود المغرب في مجالات الانتقال الطاقي والتعدين والصناعة.
واعتبرت بنعلي أن هذا النهج قد يشكل مساهمة نوعية في التقييم العالمي سنة 2028، إذا تم تبنيه على نطاق أوسع، مشددة على أن العمل الملموس وحده كفيل بإعادة الثقة في التعددية المناخية وتحقيق أهداف اتفاق باريس، سواء للحفاظ على سقف 1.5 درجة مئوية أو تفادي تجاوز 2.3 درجة.
وأكدت الوزيرة أن المنطقة تعيش فعلياً آثار ارتفاع درجات الحرارة، وأن المغرب يواصل تعزيز قدرته على الصمود في مواجهة التغير المناخي، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك بالروح نفسها، وإلى الاستفادة من الابتكارات التي يقدمها المغرب في هذا المجال.
وختمت بنعلي بالتأكيد على أن المملكة ستواصل التزامها الراسخ بدعم العمل المناخي العالمي تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.






