تقرير دولي: السلام مع المغرب قد يكشف هشاشة النظام الجزائري بدل أن يحقق الاستقرار

هاشتاغ. حسن الخال
نشر موقع Weekly Blitz تقريراً تحليلياً يسلّط الضوء على التحولات الجيوسياسية المتسارعة في شمال إفريقيا، معتبراً أن المنطقة تمرّ بمرحلة مفصلية هي الأهم منذ نصف قرن، في ظل التقارب الدولي المتزايد مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء.

بحسب التقرير، فإن الدعم الأمريكي الحازم للمبادرة المغربية أصبح “ركيزة أساسية” في استراتيجية واشنطن بمنطقة شمال إفريقيا والساحل، حيث ترى الولايات المتحدة في المغرب شريكاً موثوقاً في مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن البحري، والتعاون الاقتصادي.

ويشير التقرير إلى أن مواقف عدة دول أوروبية وإفريقية اتجهت في السنوات الأخيرة نحو تبنّي الرؤية المغربية، من بينها إسبانيا والمملكة المتحدة وغانا، ما يعكس تغيراً واضحاً في ميزان المواقف الدولية.

ويذهب التقرير إلى أن هذا التحول الدولي يضع الجزائر في موقف صعب، إذ يعتبر أن “تسوية النزاع وفق الرؤية المغربية” ستعرّي مشكلات النظام الجزائري الداخلية، التي ظلّ يخفيها خلف خطاب العداء مع المغرب.

ويبرز التقرير عدداً من التحديات التي تواجه الجزائر، أبرزها:
• بطالة مرتفعة في صفوف الشباب تتجاوز 26%
• اعتماد اقتصادي شبه كامل على المحروقات
• إنفاق عسكري ضخم يفوق 18 مليار دولار سنوياً
• هجرة متزايدة للشباب نحو أوروبا
• ضعف الثقة في المؤسسات الداخلية

ويرى التحليل أن النظام الجزائري ظلّ يستعمل قضية الصحراء كـ”أساس شرعية” يُبرر به استمرار نفوذ المؤسسة العسكرية وتقييد الحياة السياسية.

يعتبر التقرير أن التوصل إلى سلام جزائري مغربي لن يؤدي بالضرورة إلى استقرار الجزائر، بل سيضع النظام أمام حقيقة طال إخفاؤها:
“عدو خارجي تم استعماله لعقود كمبرر سياسي، بينما كانت الأزمة داخلية بالأساس.”

ويحذّر من أن أي تغيير مفاجئ في هذا التوازن قد يسرّع تفجر التوترات الداخلية، ما يستدعي استعداد المؤسسات الدولية لمواكبة الجزائر في مرحلة انتقالية قد تكون صعبة.

هنا يبرز المغرب كمستفيد رئيسي من التحولات الإقليمية حيث يشيد التقرير بالأدوار التي يقوم بها المغرب في:
• دعم الأمن الإقليمي
• مكافحة الإرهاب
• التعاون الاقتصادي مع أوروبا وإفريقيا
• جذب الاستثمارات والتكنولوجيا
• تقديم نموذج تنموي “مستقر نسبياً” في منطقة مضطربة

ويخلص التقرير إلى أن أي استقرار طويل الأمد في شمال إفريقيا يستوجب إنهاء الجمود التاريخي بين الرباط والجزائر، لكنه يحذّر في الوقت نفسه من أن هذا السلام قد يقود إلى “كشف هشاشة البنية السياسية الجزائرية”.