هاشتاغ
تحوّل احتفال الجالية الجزائرية في مدينة وجدة بذكرى ثورة أول نوفمبر إلى موضوع جدل واسع على منصة إكس، بعدما رأى فيه كثيرون تجسيداً للتعايش المغربي الجزائري، مقابل قراءة سياسية تربطه بـ«الانغلاق» الذي يتهم به النظام الجزائري في سياق التوترات الثنائية المستمرة.

الفعاليات التي نظمت هذه الوقفة الأحد الماضي بترخيص رسمي من السلطات المحلية، جمعت نحو 200 من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في وجدة، ورفعت خلالها الأعلام الجزائرية، وتلي بيان أول نوفمبر، مع تكريم رمزي لعائلات شهداء الثورة التحريرية حيث أن غالبية المشاركين ينتمون إلى فئة التجار والمقيمين الذين تربطهم علاقات وثيقة بالمدينة الحدودية.
منشورات مغربية على إكس اعتبرت أن السماح بالاحتفال «رسالة واضحة» على انفتاح المغرب، إذ كتب أحدهم: «في وجدة نشارك إخواننا الجزائريين احتفالهم، بينما الجزائر تغلق الحدود وتصادر السيارات المغربية»، التغريدة حصدت آلاف التفاعلات، ودعمت موجة تعليقات تشير إلى تناقض صارخ بين المقاربة المغربية المنفتحة والسياسات الجزائرية المشددة.
في المقابل شهدت ردود الفعل الجزائرية انقساما. فبينما اعتبر بعض النشطاء أن الاحتفال «مبادرة إيجابية» تعيد التذكير بالدعم المغربي لثورة التحرير، رأت أصوات أخرى أنها «محاولة دبلوماسية ناعمة» من الرباط، مستحضرة القيود المفروضة على الجالية المغربية داخل الجزائر.
ويأتي الجدل في ظل قطيعة دبلوماسية وجمود سياسي متواصل، مع استمرار إغلاق الحدود منذ 1994 وتصاعد الخلافات حول ملف الصحراء المغربية.
ويرى محللون أن السماح بالاحتفال «إشارة سياسية غير مباشرة» تعكس رغبة المغرب في تأكيد نهج الانفتاح، مقابل سياسة جزائرية ما تزال «أسيرة حسابات أمنية».
مسؤول محلي في وجدة أكد في تصريحات إعلامية أن الترخيص بالفعالية «يدخل في إطار تعزيز التعايش السلمي وبناء جسور اجتماعية واقتصادية»، فيما عبّر ممثلو الجالية الجزائرية عن امتنانهم، معتبرين الاحتفال «جسراً ثقافياً» في زمن التوترات.
ويواصل النقاش على إكس التفاعل بقوة، في مشهد يكشف كيف يمكن لظاهرة رمزية أن تتحول إلى مرآة للتوازنات السياسية في المنطقة، بين نموذج مغربي يقوم على الانفتاح، ومقاربة جزائرية يُنظر إليها باعتبارها مقيدة ومحكومة بمنطق الخوف من الجوار.






