شيبيك 2025: هل تشعر الجزائر بالتهديد من المناورة المغربية الفرنسية؟

هاشتاغ
في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وباريس، انطلقت اليوم مناورات “شيبيك 2025” البحرية المشتركة بين القوات المسلحة الملكية المغربية والبحرية الفرنسية، في المياه الإقليمية المغربية قبالة سواحل الأقاليم الجنوبية، على بعد أميال قليلة من الحدود البحرية مع الجزائر.
المناورات، التي تستمر لأسبوع كامل، تركز على تدريبات مكافحة التهديدات غير التقليدية، بما في ذلك عمليات البحث والإنقاذ، مكافحة الاتجار غير المشروع، وحماية الممرات البحرية الاستراتيجية في المحيط الأطلسي. وتشارك فيها قطع بحرية متقدمة من الجانبين، بما في ذلك الفرقاطة المغربية “سلطان مولاي إسماعيل” والفرقاطة الفرنسية “بروفانس” من فئة FREMM.

ما يثير الجدل ليس طبيعة المناورات بحد ذاتها – فهي جزء من سلسلة تعاون عسكري سنوي بين البلدين منذ 2018 – بل موقعها الجغرافي وتوقيتها.

إذ تجري التدريبات في منطقة بحرية تقع على مقربة من الحدود الجزائرية، وفي وقت لا تزال فيه العلاقات بين الرباط والجزائر مقطوعة منذ غشت 2021، وسط تصعيد دبلوماسي حول ملف الصحراء الغربية.

وحسب مصادر إعلامية فإن اختيار المنطقة يأتي “لأسباب لوجستية بحتة”، نظرا لتوفر البنية التحتية في ميناء الداخلة، ولكون المنطقة تشهد نشاطا متزايدا لشبكات التهريب والصيد غير القانوني.

لكن مراقبين جزائريين اعتبروا الخطوة “استفزازًا متعمدًا”، خاصة بعد إعلان الجزائر الأسبوع الماضي عن مناورات بحرية مضادة في نفس المنطقة الزمنية.

ففي الجزائر نقلت وسائل إعلام رسمية عن مصادر عسكرية قولها إن “أي تحركات عسكرية قرب حدودنا تتابع بدقة ولن نسمح بأي اختراق لأمننا البحري”.

بينما اتهمت صحيفة “الشروق” الجزائرية المناورات بأنها “غطاء لتعزيز الوجود العسكري المغربي في الصحراء بدعم فرنسي مباشر”.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الفرنسية أن “شيبيك 2025” تهدف إلى “تعزيز التعاون الأمني في مواجهة التهديدات المشتركة”، وأنها “لا تستهدف أي طرف ثالث” وأشارت إلى أن المناورات تأتي في إطار اتفاقيات التعاون الدفاعي الموقعة بين باريس والرباط منذ 2015.

وهكذا، ففي الوقت الذي يحتفل فيه المغرب بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تبقى “شيبيك 2025” رمزًا لتحول استراتيجي: من الدفاع عن الوحدة الترابية إلى بناء شراكات دولية قوية. لكن السؤال المتبقي: هل ستُقرأ هذه الخطوة في الجزائر كدعوة للحوار… أم كتحدٍ جديد؟