لماذا يستحيل بناء جسر بين المغرب وإسبانيا رغم المسافة القصيرة؟

هاشتاغ
لا يزال مشروع إنشاء جسر يربط المغرب بإسبانيا عبر مضيق جبل طارق حلماً بعيد المنال، رغم المسافة القصيرة التي لا تتجاوز 14 كيلومتراً بين السواحل المغربية والإسبانية.

فرغم الجاذبية الاقتصادية والجيوسياسية لفكرة ربط إفريقيا بأوروبا برا، تكشف الحقائق العلمية والهندسية أن هذا المشروع يصطدم بواقع شديد التعقيد يجعل تحقيقه شبه مستحيل في الوقت الراهن.

الخبراء يؤكدون أن المضيق يُعدّ واحداً من أكثر المناطق صعوبة في العالم من حيث الهندسة المدنية، بسبب عمقه الذي يصل إلى 900 متر، وتياراته البحرية القوية التي تنتج عن التقاء الأطلسي بالمتوسط، إضافةً إلى النشاط الزلزالي الناتج عن التقاء الصفائح التكتونية.

هذه العوامل تجعل بناء أعمدة أو دعامات لجسر بهذا الطول وبهذه الظروف أمراً خارج قدرات التكنولوجيا الحالية، فضلاً عن ارتفاع التكلفة بشكل فلكي يجعل المشروع غير قابل للتمويل.

في المقابل، يواصل المغرب وإسبانيا الرهان على مشروع النفق البحري تحت المضيق باعتباره الخيار الأكثر واقعية لربط القارتين. المشروع، الذي أعيد إحياؤه بعد سنوات من التوقف، يهدف إلى إنشاء نفق حديدي بطول 60 كيلومتراً، منها 28 كيلومتراً تحت البحر، بتكلفة قد تصل إلى 30 مليار يورو.

ورغم التحديات، يبقى هذا الخيار أكثر قابلية للتنفيذ من الجسر، ما يجعله الطريق المحتمل الوحيد لربط أوروبا بإفريقيا خلال العقود المقبلة.