فضيحة الماء الملوث تهز تارودانت… ووهبي مشغول بالخطابات السياسية بالرباط

هاشتاغ
تعيش مدينة تارودانت على وقع غضب عارم واستياء متصاعد بعد تكرار فضيحة تغيّر جودة الماء الشروب وصدور روائح كريهة منه للمرة الثانية في ظرف وجيز، في وقت يلتزم فيه رئيس المجلس الجماعي عبد اللطيف وهبي صمتاً يصفه السكان بـ”المريب” و”المهين”، وكأن صحة المواطنين ليست ضمن أولوياته ولا ضمن مسؤولياته السياسية والأخلاقية.

ورغم توالي الشكايات، وتزايد حالات القلق وسط الأسر بسبب الخوف من التسمم أو الأمراض المرتبطة بالمياه غير الصالحة للشرب، فإن المجلس الجماعي لم يصدر أي توضيح رسمي يحدد أسباب تدهور جودة المياه، تاركاً الساكنة تواجه الغموض وحدها، في مدينة يفترض أن يكون رئيسها أول المدافعين عن حق السكان في ماء نقي وآمن.

الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بتارودانت خرجت ببيان شديد اللهجة عبّرت فيه عن قلق عميق إزاء هذه الوضعية الخطيرة، معتبرة أن صمت السلطات وغياب التواصل الرسمي يفتح الباب واسعاً أمام الشائعات ويزيد من مخاوف المواطنين على صحتهم.

البيان طالب بتدخل عاجل لتحديد أسباب هذا الخلل الذي “أصبح هاجساً يومياً”، مؤكداً أن تكرار المشكلة دون تفسير أو محاسبة هو استخفاف غير مقبول بحقوق الساكنة.

لكن السؤال الجوهري الذي يطرحه السكان اليوم هو: أين هو رئيس المجلس الجماعي عبد اللطيف وهبي؟ ولماذا لا يتحرك؟ وكيف يمكن لمدينة تاريخية مثل تارودانت أن تُترك تحت رحمة ماء مشبوه وملوّث، بينما رئيس المجلس يعيش حياته العادية في العاصمة الرباط؟ أليست حماية صحة المواطن أولى من الخطابات السياسية والبوز الإعلامي؟

إن تدهور جودة الماء ليس حادثاً عابراً، بل هو مؤشر خطير على فشل التدبير المحلي وسوء التدبير، فالمجلس الجماعي، بقيادة وهبي، يتحمل مسؤولية مباشرة في مراقبة جودة الماء وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الماء الشروب، وحين يختار رئيس المجلس الصمت، ويترك المواطنين في مواجهة المجهول، فهو يساهم في تعميق الأزمة بدل حلّها.

الساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل، إنهم يطالبون فقط بماء نقي، وبمسؤولين يتحملون مسؤولياتهم، وبشفافية تليق بمدينة عريقة عانت طويلاً من الاختلالات والتهميش.

ومدينة تارودانت تستحق أكثر… وتستحق ماءً نظيفاً… وتستحق رئيساً حاضراً لا غائباً.