هل تتأثر الرباط بفوز اليمين في مدريد؟

كريم الاحمد
تشير التحليلات السياسية في إسبانيا إلى أن أي تغيير حكومي لصالح اليمين، سواء بقيادة الحزب الشعبي (PP) أو عبر تحالف مع حزب “فوكس”، لن يحدث تحولاً جذرياً في العلاقة مع المغرب، لأنها أصبحت علاقة استراتيجية وضرورية تتجاوز الاعتبارات الإيديولوجية.

وتعتمد مدريد بشكل كبير على التعاون مع الرباط في ملفات الهجرة، مكافحة الإرهاب، الأمن، الطاقة، والصيد البحري، إضافة إلى ملف الصحراء المغربية الذي يُعد محورياً في السياسة الخارجية للبلدين.

لهذا، يرجّح الخبراء أن حكومة يقودها الحزب الشعبي ستُبقي على الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية، لأن التراجع عنه سيخلق أزمة دبلوماسية مكلفة، خاصة بعد القرار الأممي 2797. التغيير المتوقع سيكون في أسلوب إدارة العلاقات وليس في مضمونها، من خلال نهج أكثر مؤسساتية وأقل اعتماداً على القرارات الفردية.

أما في حال دخول “فوكس” إلى الحكومة، فقد ترتفع حدة الخطاب تجاه المغرب، خصوصاً بشأن سبتة ومليلية، لكن دون تغيير جوهري في التعاون الفعلي، لأن إسبانيا ليست في موقع يسمح لها بتعطيل الشراكة مع الرباط.

سيبقى جوهر العلاقة ثابتاً، وقد يتغير فقط الأسلوب والنبرة، والمغرب سيظل بالنسبة لإسبانيا شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه في أمنها واستقرارها.