أحمد رفيق
بعد أن ورط نفسه و أساء لحزبه و شوهه بفضيحة التمديد ، الذي لا شرعية له قانونا و أخلاقا و ديمقراطيا ، بالنظر لهوية الحزب ، و زعمه انتماءه للأممية الاشتراكية ( التي ليس بين أحزابها التي تناهز المئاتين قائد واحد عمر لأربع ولايات ، بطرق ملتوية) ، و دستور المملكة ، و قانون الأحزاب ، و حتمية تجديد النخب و التداول و التشبيب ، و ما إلى ذلك من الشعارات التي طالما تغنى بها السيد لشكر ، زورا و بهتانا ، بادر إدريس لشكر بتاريخ 25 نونبر 2025 إلى توجيه دعوة تحت عدد 609/ 25 إلى أعضاء المجلس الوطني للحزب( الذين لا يعرف أحد من هم ، لا كأشخاص و لا كجهاز ، و لم يصادق عليهم مؤتمر التمديد بما هم مؤسسة وطنية) ، لحضور دورة المجلس الوطني “لاستكمال هيكلة الهيئات و الأجهزة الوطنية للحزب” كما ورد في الدعوة ، و لكن فقط بالمصادقة / التصفيق على ما سيقترحه هو ، دون ترشيح أو منافسة أو تصويت .

و رغم أن دعوة لشكر بصفته كاتب أول / ممدد له معيبة شكلا و جوهرا ، أخلاقا و قانونا ، بالنظر إلى أن الجهاز المسمى مجلسا وطنيا ، لا أحد يعرفه و لم يخضع للمصادقة و ما بالك للتصويت باعتباره جهازا وطنيا ، فلم تكد تمضي على الدعوة التي وجهها ادريس لشكر لأعضاءه للاجتماع حضوريا بالمقر المركزي للحزب يوم السبت 13 دجنبر 2025 ، حتى تراجع لشكر عن دعوته ، عبر اختلاق فذلكة جمع ما أسماه “مؤسسة كتاب الجهات” ، و هو جهاز ما أنزل الله به من سلطان في قوانين الحزب ، و أوعز لبعض حوارييه لطلب عقد اجتماع المجلس الوطني عبر تقنية التناظر عن بعد ، من خلال منصات جهوية ، و هو ما قبل به لشكر ( المعروف عنه رفضه الستاليني لكل رأي مخالف لما يصدر عنه هو) نزولا عند رغبة كتاب الجهات حسب البلاغ الذي صدر عن هذا الاجتماع .
هذا التغيير الفجائي و غير المفهوم في صيغة عقد المجلس الوطني أثار ردود أفعال مستنكرة وسط ما تبقى من الاتحاديين داخل اتحاد لشكر الذين خبروا المناورات التدليسية لهذا الأخير ، و أصبحوا يتساءلون عن المرامي الخفية لهذا التغيير “الجوهري”
هل هو خوف الرجل من أي انفلات و هو البارع في الضبط و التحكم بقوة الحديد و النار ؟
هل هي رغبة في نقل القلاقل التي ستحدث لا محالة بعد إعلان لوائح التعيين في الأجهزة إلى الجهات ؟
هل هي خطة مدروسة لتشتيت أعضاء القيادة الحالية على جهاتهم ليسهل عليه تصفية الذين قرر تصفيتهم ؟
هل هي رغبة في استمرار حجب أعضاء المجلس الوطني عن بعضهم حتى لا يعرف بعضهم بعضا و لا يتصرفوا كجهاز بل فقط كأشخاص ؟
في كل الأحوال، فإن ما يرشح من البيت الاتحادي ، و ما يصدر حتى عن المقربين من لشكر يؤكد بأن هذا الاخير يعيش حالة ارتباك قصوى ، و عوض أن يعترف بأنه قد بهدل و مازال يبهدل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و عليه من باب حفظ ماء وجه هذا الحزب الذي كان كبيرا و مرجعا أن يتوارى و يختفي ،، فإنه مازال و بمنطق مصالحي و مصلحي صرف مصر على التمثيل بجثة لم تجد بعد من يدفنها بمثل هكذا فذلكات و مناورات .
للأسف الشديد .







