هاشتاغ
كشفت دراسة علمية حديثة حول وبائيات فيروس نقص المناعة البشرية HIV-1 في المغرب عن تحوّل لافت في الخريطة الجينية للفيروس، يتمثل في الانتقال من هيمنة السلالة الفرعية B إلى predominance متزايدة للسلالات غير B، وعلى رأسها السلالة المعاد تركيبها CRF02_AG.

وبحسب نتائج الدراسة، التي اعتمدت على التحليل الجيني لعَيّنات فيروسية ممثلة لمناطق مختلفة من المملكة، باتت CRF02_AG السلالة الأكثر انتشاراً، مسجلة النسبة الأكبر من الحالات، مقابل تراجع واضح للسلالة B التي كانت تاريخياً السائدة في المغرب. كما أظهرت المعطيات تنامياً ملحوظاً في السلالات المعاد تركيبها، ما يعكس ارتفاعاً في التنوع الجيني للفيروس.
وأوضح الباحثون أن هذا التحول الوبائي يعكس تغيراً في ديناميات انتقال العدوى، ويرتبط بعوامل متعددة، من بينها تنقل الأشخاص، والتداخل بين شبكات العدوى، والتطور الطبيعي للفيروس. واعتبرت الدراسة أن هذا التنوع الجيني المتزايد يمثل مؤشراً علمياً مهماً يستدعي الانتباه، لما له من انعكاسات مباشرة على التشخيص، فعالية العلاجات، واستراتيجيات الوقاية.
وأكدت الدراسة أن استمرار الاعتماد على نماذج رصد مبنية أساساً على السلالة B لم يعد كافياً، داعية إلى تحديث منظومة الترصد الوبائي الوطني عبر إدماج المراقبة الجينية المنتظمة، وتحيين قواعد البيانات المرجعية للسلالات المنتشرة في المغرب.
كما شدد الباحثون على أهمية مواءمة السياسات الصحية وبرامج مكافحة السيدا مع هذه التحولات العلمية، لضمان نجاعة الاستجابة الوطنية، خاصة في سياق دولي يشهد تحولات مشابهة في وبائيات فيروس HIV-1.
وخَلُصت الدراسة إلى أن مواكبة هذا التحول تتطلب تعزيز التنسيق بين البحث العلمي والسلطات الصحية، والاستثمار في التحليل الجيني الوبائي، بما يضمن استجابة استباقية قائمة على المعطيات العلمية الدقيقة، ويحافظ على المكتسبات التي حققها المغرب في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.







