أثار الاختفاء المفاجئ لمياه منابع شلالات أوزود حالة من القلق في أوساط ساكنة المنطقة والفاعلين المحليين، بعد تسجيل تراجع غير مسبوق في صبيب المياه المغذية لهذا المعلم الطبيعي العالمي.

وأفادت مصادر محلية أن مؤشرات الاجتفاف بدأت تُسجَّل منذ يوم أمس الخميس، حيث لوحظ انخفاض حاد في تدفق المياه على مستوى المنابع، مع بقاء عينين صغيرتين فقط من مجموع العيون التي كانت تؤمّن الجريان المعتاد، وهو وضع وُصف بغير المألوف مقارنة بما اعتادته المنطقة خلال العقود الأخيرة.
وأكدت المصادر ذاتها أن هذا التحول المفاجئ يثير تساؤلات واسعة، لاسيما وأن شلالات أوزود معروفة بصبيبها المستمر حتى في فترات الجفاف النسبي، ما يزيد من حدة الاستغراب والقلق بشأن الأسباب الكامنة وراء الظاهرة.
وعقب تداول الخبر، سارعت إقليم أزيلال، صباح اليوم الجمعة، إلى إيفاد لجنة مختلطة إلى عين المكان، تضم ممثلين عن السلطات الإقليمية والمصالح التقنية المختصة، من أجل معاينة الوضع ميدانيًا وتحديد الأسباب المحتملة لهذا التراجع المفاجئ.
وتكتسي شلالات أوزود أهمية استراتيجية على المستويين الجهوي والوطني، باعتبارها من أبرز الوجهات السياحية بالمغرب، ومصدرًا أساسيًا للدخل بالنسبة لعدد من الأسر العاملة في الإرشاد السياحي والمطاعم والنقل والصناعة التقليدية، فضلًا عن دورها المحوري في تحريك العجلة الاقتصادية المحلية.
وفي هذا السياق، عبّر مهتمون بالشأن البيئي عن مخاوفهم من انعكاسات محتملة في حال استمرار الوضع، سواء على التوازن الإيكولوجي للمنطقة أو على الموسم السياحي المقبل. كما أشار بعضهم إلى أن الصور الحديثة للشلال توحي بمظهر طبيعي، رغم تراجع المياه في المنابع، ما قد يعزّز فرضية حدوث تغيّر في مخارج العيون نتيجة قوة الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.
وفي انتظار ما ستكشف عنه نتائج التحقيقات والمعاينات الجارية، يترقب الرأي العام المحلي توضيحات رسمية حول أسباب هذه الظاهرة والإجراءات المزمع اتخاذها لحماية هذا الموروث الطبيعي وصون دوره الحيوي في التنمية السياحية والاقتصادية بالإقليم.





