مقال رأي منشور بمجلة Atalayar الإسبانية – بقلم محمد بنعبد القادر

سلّط مقال تحليلي نشرته مجلة Atalayar الإسبانية الضوء على ما وصفه بـعقدة الذنب التاريخية التي تحكم موقف جزء من اليسار الإسباني من قضية الصحراء المغربية، معتبراً أن هذا الموقف لا ينطلق من قراءة سياسية واقعية بقدر ما هو امتداد لصراعات نفسية وتاريخية غير محسومة تعود إلى مرحلة نهاية حكم الديكتاتور Francisco Franco.
ويرى كاتب المقال أن اليسار الإسباني، الذي لم يتمكن من محاسبة فرانكو على جرائم الحقبة الديكتاتورية، ظل أسير شعور عميق بالإحباط والعجز، جرى إسقاطه لاحقاً على ملف الصحراء.
فخروج إسبانيا من الإقليم سنة 1975، بالتزامن مع المسيرة الخضراء ووفاة فرانكو في سريره دون محاسبة، شكّل – بحسب التحليل – صدمة نفسية وسياسية ما تزال تلقي بظلالها على الخطاب اليساري إلى اليوم.
ويعتبر المقال أن صورة الملك الحسن الثاني تحولت داخل مخيال جزء من اليسار الإسباني إلى “بديل رمزي” عن الديكتاتور فرانكو، حيث جرى تصوير المغرب كـ“خصم سلطوي” تُسقَط عليه مشاعر الغضب والعداء المكبوتة، بينما جرى في المقابل تقديس أطروحة الانفصال وتقديم جبهة البوليساريو في صورة حركة تحرر مثالية.
ويُسجل المقال أن PSOE (الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني)، منذ توليه الحكم سنة 1982 بقيادة Felipe González، انتقل تدريجياً من الخطاب العاطفي إلى موقف براغماتي، تُوّج بالتخلي عن خيار الاستفتاء الأممي ودعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتبارها حلاً واقعياً للنزاع.
في المقابل، يؤكد المقال أن أقصى اليسار الإسباني (الشيوعيون، بوديموس، سومار…) ظل حبيس خطاب أيديولوجي متجاوز، يستحضر شعارات “العالم الثالث” ويستثمر ملف الصحراء كوسيلة لتصفية حسابات رمزية مع الماضي الإسباني.
ويخلص كاتب المقال إلى أن فهم تعقيدات العلاقات المغربية–الإسبانية يمرّ حتماً عبر استيعاب الأثر العميق لوفاة فرانكو دون محاسبة، معتبراً أن استمرار بعض النخب الإسبانية في توجيه عدائها نحو المغرب ليس سوى ترجمة سياسية لجرح تاريخي لم يلتئم بعد، وأن تجاوز هذا الإرث يقتضي قراءة واقعية تحرر السياسة من ثقل العقد النفسية والتاريخية.






