هاشتاغ
في فضيحة صحية جديدة تضع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في قفص الاتهام، حذّرت النائبة البرلمانية حياة لعرايش، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، من تنامي خطير لظاهرة تسويق وبيع أجهزة قياس السكر خارج القنوات القانونية، في ظل صمت رسمي يرقى إلى مستوى التواطؤ بالإهمال، وغياب واضح لأي تدخل حازم يوقف هذا النزيف الذي يهدد حياة آلاف المرضى.
وكشفت البرلمانية، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الصحة، أن مرضى داء السكري يُدفعون، تحت ضغط الغلاء وضعف المراقبة، إلى اقتناء أجهزة طبية حساسة عبر مواقع إلكترونية غير مرخصة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس عجز الوزارة عن ضبط سوق المستلزمات الطبية، وتركها المجال مفتوحًا أمام تجار الفوضى والربح السريع.
وأكدت حياة لعرايش أن ما يجري لم يعد مجرد تجاوزات معزولة، بل منظومة كاملة من العبث الصحي، تُحرم فيها الفئات المصابة بالسكري من أبسط شروط السلامة. فأجهزة تُنقل وتُخزن في ظروف مجهولة، وتُستعمل دون أي ضمان لجودتها أو دقة نتائجها، بينما الوزارة تكتفي بدور المتفرج، رغم أن أي خطأ في قياس نسبة السكر قد تكون كلفته صحية جسيمة أو حتى مميتة.
وأوضحت البرلمانية أن الخطر الأكبر يتمثل في القراءات المضللة التي تقدمها هذه الأجهزة، حيث قد تُظهر مؤشرات طبيعية كاذبة في وقت يكون فيه مستوى السكر في الدم في وضع حرج، ما يدفع المرضى إلى تعديل جرعات الأنسولين أو التوقف عن العلاج بشكل خاطئ، في مقامرة يومية بأرواحهم، تتحمل الوزارة مسؤوليتها الكاملة.
ولم تخفِ لعرايش خطورة ما وصفته بـ”الجريمة الصامتة”، والمتمثلة في ترويج أجهزة مقلدة أو منتهية الصلاحية، يُعاد تغليفها والتلاعب بتاريخها وتسويقها بأثمنة مغرية، في سوق سوداء تعرفها الجهات الوصية جيدًا، لكنها تواصل غضّ الطرف عنها، تاركة المرضى ضحايا لاستغلال بشع لحاجتهم للعلاج.
ويطرح هذا الوضع، حسب متابعين، أسئلة محرجة حول جدوى الترسانة القانونية والرقابية التي تتباهى بها وزارة الصحة، بينما الواقع يكشف أن صحة المغاربة باتت خارج أولوياتها، وأن حماية المرضى تُترك لمنطق “دبّر راسك” بدل سياسة صحية مسؤولة.
وفي ختام تدخلها، حمّلت حياة لعرايش وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مسؤولية هذا الانفلات الخطير، مطالبة بتدخل فوري وحازم، وتشديد المراقبة والمساءلة، قبل أن تتحول معاناة مرضى السكري إلى مأساة وطنية كاملة الفصول، عنوانها الإهمال الرسمي والاستهتار بحياة المواطنين.






