الفنانون ولجوؤهم إلى “تيك توك”: صرخة بحث عن لقمة عيش في غياب الدعم!

عبدالعالي بونصر/هاشتاغ

في خطوة لفتت الأنظار، لجأت مجموعة من الفنانين المغاربة إلى منصة التواصل الاجتماعي “تيك توك” كوسيلة لجمع الدعم المالي من جمهورهم، عبر بث مباشر يتيح للمتابعين إرسال هدايا رقمية تتحول لاحقًا إلى مدخول مالي يصل إلى حساباتهم البنكية.

البعض رأى في هذه الخطوة قِلة إنتاجية أو افتقادًا للإبداع، خاصة من جانب الفنانين الذين لم يقدموا أعمالًا جديدة خلال الفترة الأخيرة.

لكن هناك من اعتبر أن هذه الخطوة ليست تعبيرًا عن ضعف أو تكاسل، بل هي نتيجة لغياب الرعاية والدعم الكافي من المسؤولين عن قطاع الثقافة، خاصة بالنسبة للفنانين الكبار في السن الذين يجدون صعوبة في تأمين قوتهم اليومي.

يؤكد مراقبون أن ما يحدث يعكس واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا صعبًا يعيشه الفنانون، ويطرح تساؤلات حول السياسات المتبعة لدعم القطاع الفني، الذي يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمغرب. كما يظهر هذا التوجه على وسائل التواصل الاجتماعي كخيار واقعي للفنانين الذين يبحثون عن الاستمرارية والبقاء في الساحة الفنية.

وفي المقابل، هناك آراء تنتقد هذا النهج، معتبرة أن اللجوء إلى طلب الهدايا الرقمية من الجمهور قد يُفهم على أنه استغلال للمتابعين أو جشع، وهو ما يفتح النقاش حول العلاقة بين الفنان وجمهوره، وحول الحاجة لتوفير بيئة تحترم كرامة الفنان وتدعمه مادياً ومعنوياً.

يبقى ما قام به هؤلاء الفنانون صرخة صامتة تبحث عن الاعتراف والرعاية، في وقت يحتاج فيه قطاع الثقافة إلى سياسات واضحة لتأمين الاستمرارية للفنانين وتوفير بيئة تمكّنهم من الإبداع دون القلق على معيشتهم اليومية.