سعيد جعفر يكتب: “المقدسات” الجديدة : الرجاء والوداد البيضاويان

سعيد جعفر يكتب: “المقدسات” الجديدة : الرجاء والوداد البيضاويان

ثمة تطور جديد في علاقة جزء من مسؤولي وجماهير الفرق المغربية، ولا سيما الرجاء والوداد البيضاويان، بطريقة التعبير عن الإنتماء والحب والوفاء للفريق.

يعرف محبو الوداد والرجاء من كبار السن هذا، وهؤلاء الذين يقدرون بالآلاف يحدثوننا باستمرار عن الصور الجميلة لتعايش وتضامن محبي الفريقين، وعن مشاهدتهم لمباريات الديربي جنبا إلى جنب في رقي تام بل وكانوا يصحبون معهم زوجاتهم وأبنائهم وصديقاتهم وأصدقائهم في احترام تام من الجميع.

ما الذي حدث حتى أصبح من اللازم الفصل بين الجمهورين بحاجز أمني مسلح، وتعبئة 5000 رجل أمن لكل مباراة ديربي وتوقع مواجهات وجرحى ومعطوبين؟

ما الذي حدث حتى أصبح مجرد إبداء وجهة نظر في فلسفة وسياسة النادي يمكن أن يحولك إلى خصم وربما عدو ويمكن أن يهاجمك ليس المراهق العادي ولكن المهندس والأستاذ والموظف والممرض والنقابي والفاعل الحزبي والجمعوي وغيرهم من عناصر الطبقة الوسطى الذي من المفترض فيهم أن يكونوا ضابطي إيقاع العواطف والانفعالات والانزلاقات في المجتمع؟

إن إثارة مثل هذه الملاحظات والأفكار ليس هدفها إثارة مزيد من اللجاج والنقاش العقيم. إنها نقطة نظام يقظة في سلوكات يتم التساهل والتطبيع معها فتتحول إلى مشكلات حقيقية مستقبلا.

من كان يتصور مثلا أن الاختيارات الدينية المتعصبة لبعض أبنائنا ستتحول إلى تطرف ثم تفجيرات إرهابية أو إلى موجات من الإلحاد واللاأدرية؟

من كان يتصور أن اختيارات ابنائنا الجديدة سيتحول بعضها إلى مشكلات قيمية جديدة تميل كثير منها إلى العنف؟

لا بد من أورد هنا بعض المعطيات بحكم اشتغالي كأستاذ مع فئة من جماهير الفريقين من المراهقين والمراهقات من محبي الرجاء والوداد.

إن الخلاصة العامة وللأسف تؤكدها حتى ردود فعل عدد من البالغين في مهن مختلفة، هي:

– الجنوح القصدي والواعي إلى التطرف في الدفاع عن الفريق وحتى اللجوء الى العنف اللفظي في مواجهة كل انتقاد وعبر كل الوسائل الممكنة.

هذه مشكلة كبيرة، واذا اضيف إليها التعصب من أجل الدين والقبيلة واللون والعرق فإننا أمام قنابل اجتماعية يمكن أن تنفجر في كل لحظة.

لماذا وقع ما وقع مع مسؤولين رياضيين وجماهير جديدة ولم يقع مع مسؤولين وجماهير سابقة؟

ببساطة أكرم والناصيري وبودريقة والزيات ليسوا هم الحاج محمد مكوار و بوبكر جضاهيم أو المرحوم السملالي محمد اوزال ..الخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *