يونس لقطارني: دور المرأة المغربية في الحياة السياسية
لقد كثر في الآونة الأخيرة في مجتمعنا المغربي الحديث عن ضرورة مشاركة المرأة المغربية في الحياة السياسية ، وكثرت العناوين والمسميات التي تهتم بشؤونها، واما الأحزاب السياسية فأنها لم تهمل ذكر المرأة ولم تعف نفسها من مهمة الدفاع عنها والمطالبة بحقوقها ، ولكن الملفت للنظر ان اغلب ذلك كان يتم من باب سد الذرائع وإسقاط الفرص او من باب التزويقات الكلامية لأجل تجميل الصورة الانتخابية في أعين الآخرين او في أحسن الأحوال مماشاة للتيار الهائج الذي جاء ملوحا بالتغير وحتمية التجديد ولإلزامية ركوب الموجة الجديدة.
واما الدليل على صورية ما يجري وشكلية الطروحات التي تتناول هذا الموضوع فهو : خواء المنظمات والجمعيات التي تهتم بشؤون المرأة وعدم الجدية في اشتراكها الفعلي في صنع واتخاذ القرار اللهم الا النية و المشروعية في تكثير السواد وتجيش العباد سعياً لكسب جولة الانتخابات المقبلة
اننا لا نرمي إلى التقليل من شأن ما يجري ، لأنه على اقل تقدير يعد خطوة على الطريق ، ولأننا حديثو عهد بالممارسات الميدانية بل نحن نرمي إلى توجيه هذه ( الخطوة ) نحو مساراتها الصائبة . ونرمي إلى التنبيه إلى أهمية دور المرأة في الحياة بوجه عام وفي الحياة السياسية بوجه خاص ، فأننا نتبنى الديموقراطية كمبدأ نظري فكري شيء ، وان نتخذه منهجاً عملياً حياتياً شيء أخر ، وان نطلق الديموقراطيات لشعارات وهتافات لا تتجاوز الحناجر شيء ، وان نسعى إلى تكريسها وتسويدها شيء اخر ولعل أفضل ما يمكن عمله في هذا الشأن ، أي في صدق النوايا واثبات العزائم على ابتلاع الديموقراطية وهضمها وإعادة تثمينها هو ان تبدأ بتطبيقها على مفرداتنا الاجتماعية التي تبدأ من الأسرة والأسرة ترتكز على المرأة والمرأة كما يقال أساس المجتمع.
المرأة هي من (يصنع المجتمع)، المجتمع الإنساني، وهي من يصنع الحياة.. ، فلذلك يجب أن تمكن من أداء دورها الاجتماعي والسياسي وبصورة صحيحة ، ، ومثلما يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كذلك يجب أن توضع المرأة المناسبة في المكان المناسب، وهكذا سيصلح المجتمع وستعدل الموازين المقلوبة ، فوضع المرأة في مكانها المناسب والصحيح والاعتراف بدورها المهم والأساسي في صناعة المجتمع وصناعة الحياة هو أحد أهم مفاتيح الإصلاح.
اذن فالتعامل مع المرأة وفق الأسس الديموقراطية يعني الجدية في العمل على إنجاح هذا المبدأ الذي تتنافس على مدحه وتجميده كافة التيارات السياسية المغربية.
التعامل الديموقراطي مع المرأة يعني معاملتها كفرد إنساني كامل الحقوق وكامل الملكات ومالك لارادته ومستقل وحر في اتخاذ و ترجيح خياراته.
ان تعاملنا مع المرأة وفق شريعة الديموقراطية يعني تخلصنا من كثير من العقد النفسية والأوهام الاجتماعية التي عشعشت في دواخلنا من دون ان يكون لها أساس علمي او ديني صحيح ويعني ايضا وهذا يحمل أهمية استراتيجية كبيرة اننا سنعلم أجيالنا القادمة مبادئ الديموقراطية بشكل تلقائي وعفوي وان نعدهم لشغل المناصب والوظائف الاجتماعية التي لا توجد منها اية واحدة لا تحتاج إلى روح الديموقراطية او تستغني عن خدماتها فى احسن صورها.