كشفت تقارير صحفية فرنسية عن مواجهة لأول مرة تجمع قضاة فرنسيين مع مقربين من الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي.
ونشر موقع “ميديا بارت” الإخباري الفرنسي تقريرا حول الزيارة التي قام بها مجموعة من القضاة الفرنسيين إلى طرابلس، من أجل استجواب عبد الله السنوسي، مدير مخابرات القذافي وصهره في نفس الوقت.
وأوضح الموقع الفرنسي أن القضاة الفرنسيين وصلوا إلى طرابلس، في وقت سابق من شهر فبراير، كجزء من تحقيقهم في التمويل المشتبه به من قبل نظام القذافي في ليبيا لحملة ساركوزي للانتخابات الرئاسية لعام 2007. وقال الموقع الفرنسي إن القضاة الفرنسيين التقوا للمرة الأولى وجها لوجه مع السنوسي.
وأشار مصدر شارك في تلك الاجتماعات أن صهر القذافي، شرح للقضاة الفرنسيين، كيف أشرف على دفع 7 مليون أورو لحملة ساركوزي، بناء على أوامر من العقيد الراحل. كما أكد السنوسي أنه كان جزء من صفقة بين القذافي وساركوزي، شارك فيها المحامي الشخصي للرئيس الفرنسي السابق، وصديقه تييري هيرزوغ، لإلغاء مذكرة توقيف دولية صدرت ضد القذافي، بعد إدانته غيابيا من قبل محكمة في باريس، إثر تفجير طائرة ركاب فرنسية عام 1988.
وقال السنوسي، وفقا لـ”ميديا بارت”، إن القذافي عقد أيضا صفقة مع ساركوزي لشراء أجهزة تجسس، وحصل الوسيط، زياد تقي الدين على 4 مليون أورو مقابل ذلك.
وأشار إلى أنه زاره شخصيا، محامي ساركوزي، وعدد من عائلات ضحايا تفجير لوكيربي، وتعهد ساركوزي للقذافي بأنه سيتم إغلاق القضية خلال 10 أشهر تقريبا. وكشف السنوسي أيضا أن ساركوزي أمر بشن غارات جوية مباشرة على منزله، لتدمير أي أدلة قد يكون محتفظا بها حول علاقاته مع القذافي.
ويشتبه في أن ساركوزي، الذي تولى الرئاسة من عام 2007 إلى عام 2012، ساعد ممثلا للادعاء في الحصول على ترقية مقابل معلومات مسربة عن تحقيق جنائي منفصل، متعلق بحصوله على أموال بصورة غير قانونية لحملته الرئاسية من القذافي. وكان القضاء الفرنسي قد وجه اتهامات إلى ساركوزي للاشتباه في تمويل ليبيا لحملته في الانتخابات الرئاسية عام 2007.
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية على موقعها الإلكتروني، إن رئيس الدولة الأسبق، والذي تم وضعه في الحجز صباح الثلاثاء في نانتير، يحاكم بتهمة الرشوة، والتمويل غير القانوني للحملة الانتخابية، وتلقي الأموال العامة الليبية.
ويعتقد القضاء الفرنسي، بحسب التهم الموجهة ضد ساركوزي، أن الأخير استفاد في تمويل حملته للانتخابات الرئاسية عام 2007 من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي ساعده في الوصول إلى الحكم في عام 2011، وذلك بعد “شهر عسل” قصير تميزت به زيارة الزعيم الليبي إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وكالات