ابو عبيدة…”رسول” الانفاق الى العالمين!


عبد الحميد كنذوز

هو أبو عبيدة،ابو الكوفية او صوت القسام المزلزل، هو الاخر جرفه ” الرصاص المسكوب ” الى الواجهة. هو “اكس” بن “اكس” حتى وان لم يسبق لاحد ان طعن في شرف امه،يهدد ويتوعد من تحت اقدام الغزاويين ويظهر ويختفي فوق الارض كثعلب زفزاف. هو صوت “الانفاق” ،ومبعوث القائد محمد ضيف للعالمين،يعقد المؤتمرات الصحفية في الهواء الطلق،ويجري حوارات مع الوكالات العالمية ويغرد على التويتر،بين تغريدة واخرى تراه على قناة الاقصى.

بعد معركة”الرصاص المسكوب،جاءت عملية اسر الجندي الاسرائيلي “جلعاد شاليط” من طرف كتائب عزالدين القسام،اختار مناسبة زف الخبر الى”امتنا الحبيبة” ليكون اول ظهور رسمي له باللقب والصفة،ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام. ثقله في الحرب النفسية معلوم،وهويته مجهولة والسؤال عنها بدعة.

ولد في مكان ما ،تاريخ ميلاده لا يهم،نشأته وتكوينه لم يرد لنا ان نعرف عنهما شيئا،فقط ارادو لنا ان نعرف ابو عبيدة اليوم. هو الملثم الدائم،سواء خاطب العالم من تحت اقدام الغزاويين ام من فوق اكتافهم، زيه واكسيسوراته مختارة بعناية،كوفية فلسطين لثاما،وشريط الكتائب على الجبهة شعارا،اكسيسورات تناسب الزي العسكري الذي لا يفارقه.

في معركة “العصف الماكول” الاخيرة،خاض الحرب النفسية والاعلامية ضد العدو بجدارة واقتدار،كلما ظهر الا ومعه اخبار البشرى من جهة ،ووعد ووعيد من جهة اخرى،يحاول ان يجعل وقت ظهوره مختصرا ومركزا،يشكر المرابطين على الجبهة الامامية والصابرين على العدوانفي القطاع والضفة،قبل ان يبسط اخر المستجدات الميدانية ويمر الى لعبة الارقام 1 ..2.. اما لتعداد العمليات النوعية او لوضع شروط على العدو الغاشم،قبل ان يختم اطلالته بعبارته الشهيرة : (وإنه لجهاد نصر أو استشهاد)، هي نفس العبارة التي قالها الشهيد عز الدين القسام حين حاصره البريطانيون وطلبوا منه الاستسلام في أحراش يعبد، فبقي صامداً لست ساعات قبل أن يستشهد مع رفاقه في معركة غير متكافئة عام 1935م.

ويبقى أبو عبيدة هو مجرّد لقب، ولم يُذكر في أي مكان الاسم الحقيقي له. تعود كنية أبي عبيدة لأحد العشرة الأوائل من أصحاب النبيّ محمد والذين ضمِنوا مكانًا في الجنّة، وبعد وفاة النبيّ أصبح أبو عبيدة قائدًا عسكريًّا، وكان من المقرّبين من الخليفة عمر بن الخطّاب وحمل لقب “أمين الأمة”.

الوضع “الاعتباري” الذي تحضى به حركة حماس كمنظمة ارهابية،تسمح لابو عبيدة ان يتكلم دون ان يلتزم باللياقة السياسية،يهدد من يشاء ومتى شاء،يسمح لنفسه ان يمهل الوفد المفاوض ساعات اضافية او التنصل من اي نتيجة للمفاوضات اصلا،ولا يجد حرجا في وصف المفاوضات التي يجريها “اخوانه” بالغير المفيدة في الوقت الراهن. ببساطة ،هكذا ارادوه ان يكون،الملثم المرعب الذي ينظر الى العالم من فوهة البندقية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *