لا شيء يوحي بتوقف إنجاز المشاريع الضخمة التي تعيش على وقعها جهة العيون-الساقية الحمراء حتى في سياق الحجر الناجم عن فيروس كورونا.
وفي هذا السياق تمضي المشاريع المدرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي جرى إطلاقه سنة 2015، مطردة في احترام تام للإجراءات الصحية التي أقرتها السلطات العمومية لحصر تفشي الجائحة.
وتم التأكيد على هذا خلال اجتماع احتضنه مقر ولاية العيون-الساقية الحمراء اليوم الثلاثاء، ورام التوقف عند مدى تقدم المشاريع الكبرى الهادفة إلى جعل الجهة قطبا اقتصاديا تنافسيا وبوابة هامة للمبادلات التجارية بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وسجل والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، في كلمته إلى المنتخبين وممثلي القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية الذين حضروا الاجتماع، أهمية احترام الآجال المحددة لتنفيذ المشاريع المبرمجة، داعيا كل المتدخلين إلى الوفاء بتعهداتهم المالية.
ورام الاجتماع كذلك الوقوف عند الإشكالات التي تبطئ إنجاز هذه الأوراش، سواء تعلق الأمر بالجوانب العقارية والمالية أو تلك المتصلة بالتنسيق بين مختلف المتدخلين.
وأكد مسؤولو القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية الجهويون أن أشغال هاته المشاريع تسير وفق ما هو مبرمج له، وحسب ما يقتضيه عقد-برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية (2012-2016)، الموقع بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي ما يتصل بالبنيات التحتية، تعرض مدير مديرية التهيئة المؤقتة للطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين تيزنيت والداخلة، عبد الله الرايس، لتقدم أشغال مختلف المقاطع التابعة ترابيا للجهة.
ويروم المشروع الضخم الذي يمتد على طول 1055 كيلومتر وبتكلفة تقدر بـ 10 مليارات درهم، إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة على مسافة 555 كيلومترا، بالإضافة إلى توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم1 التي تصل العيون بالداخلة على مسافة تمتد على طول 500 كيلومتر.
من جانبه استعرض المدير الجهوي للتجهيز والنقل واللوجيستيك والماء للعيون-الساقية الحمراء، محمد العبشيري، تقدم المحور الطرقي العيون-السمارة الذي يمتد على طول 205.2 كيلومتر، موردا أن نسبة إنجاز مقطع من 70 كيلومترا بلغت 69 بالمئة.
وأفاد السيد العبشيري أنه في ما يتصل بالمحور الطرقي الرابط بين السمارة وطان طان فإن إنجاز المقاطع الطرقية الثلاث التابعة ترابيا لإقليم السمارة انتقلت إلى نسبة 60 بالمئة.
وبشأن القطاع الصحي، بلغت أشغال بناء المستشفى الإقليمي لطرفاية التي سيتم الانتهاء منها مطلع 2022، نسبة 60 بالمئة بغلاف مالي ناهز 32 مليون درهم.
ومن المرتقب تهيئة المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بالمهدي بغلاف مالي قدر في 57 مليون درهم. وفي هذا الصدد أكد المدير الجهوي للصحة أن المشروع الأولي في طور المصادقة وسيتم الانتهاء من هذا الورش سنة 2021، ومن شأنه تجويد عرض الخدمات الصحية الموجهة إلى الساكنة.
التعليم العالي يعيش أيضا على وقع هذه الدينامية، على اعتبار المنحى المطرد الذي تعرفه أشغال كلية الطب المنتظرة والتي عبأت غلافا ماليا قدر في 229 مليون درهم.
وبلغت نسبة أشغال هذا الورش بالغ الأهمية الذي جرى وضع حجره الأساس نونبر الماضي، 15 بالمئة، وسيتم الانتهاء من أشغاله في يونيو 2022.