يعيش اليوم عالمنا تحولات كبيرة من شأنها تغيير مجرى التاريخ ، انطلاقا من ازمة كورونا ، مرورا بالتوتر الحاصل شرق المتوسط بين اوروبا و تركيا، و تطورات الصراع العربي الاسرائيلي .
في ظل هذه المتغيرات التي لا شك انها تسير بنا الى عالم جديد ، تحاول القوى الكبرى او الصاعدة التموقع داخله ، سواء على المستوى الاقتصادي او العسكري او الايديولوجي ، وهذا ما يظهر بجلاء في التوتر الحاصل بين تركيا و فرنسا في آونة الاخيرة حول الرسوم المسيئة للرسول ، التي يحاول اردوغان استغلالها من اجل تكريس مفهوم الخلافة بالمنظور الاديولوجي لحركة الاخوان المسلمين .
و تحاول فرنسا من جهة اخرى حماية مبادئ جمهوريتها التي تعتبر العلمانية من توابتها ، في ظل تصاعد التيارات الاسلامية المتطرفة داخلها التي استغلت علمانية الدولة و حرية الممارسة الدينية للتغلغل وسط فئة عريضة من الشباب الفرنسي المسلم ، مما يشكل تهديدا للامن القومي الفرنسي و مبادئ و قيم الشعب الفرنسي .
ان التماهي مع الصورة التي يحاول أردوغان الظهور بها امام العالم الإسلامي، من شأنه تكريس فكرة عودة الدولة العثمانية ، و كذا تغدية التطرف الديني في منطقتنا بعيدا عن قيم الدين الاسلامي و كذا قيم الحرية و الديمقراطية التي تمكننا من العيش المشترك .