أكد وزير خارجية البرتغال السابق، باولو بورتاس، خلال مؤتمر “حوارات أطلسية” (AD Talks)، الذي نظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تحت عنوان “الأوبئة: إنقاد الأرواح البشرية أو الاقتصاد؟”، أن جائحة كورونا كشفت عن الحاجة إلى إعادة التفكير في نظام دولي لتدبير الأزمات، مشككا في النظام الفيدرالي.
واعتبر السيد بورتاس أن الجائحة كان لها تأثير “عالمي، لكنه غير متماثل” بسبب جوانبه المختلفة، بما في ذلك “نقطة البداية للمرض، والاستجابات السياسية، المبكرة أو المتأخرة، ونوع الاحتواء، كليا أو جزئيا”، مضيفا أنه “كانت لها عواقب مختلفة للغاية حسب القارات”.
وأوضح الوزير البرتغالي السابق أن آسيا، على سبيل المثال، كانت أول من تأثر بالجائحة قبل أوروبا والأمريكيتين، ولكنه من الناحية الاقتصادية، خرجت بشكل أفضل”، مشيرا إلى أن “الزمن الاقتصادي لا يوازي زمن النظم الصحية”.
وبالنسبة للسيد بورتاس، فقد ظهرت اختلافات كبيرة بين البلدان “المتمركزة حول الذات”، والتي لم تتوقع ظهور الوباء، والدول التي كانت لديها استجابة مبكرة مثل تايوان، التي أجرت الاختبارات اعتبارا من 31 دجنبر 2019 في مطار تايبيه.
من جهتها، قالت مديرة الابتكار في مجلس القادة الشباب، جيسيكا جوتسليبن، إنه “ببساطة لا يوجد اقتصاد بدون أرواح بشرية”، مؤكدة على ضرورة إعادة التفكير في تدبير الأزمات.
أما مؤسس المجلس المكسيكي للعلاقات الدولية، أندريس روزنتال، فقد اعتبر أنه ” إذا تم إخراج مسلسل (نيتفليكس) حول الوباء، فسنكون في موقع بين الخيال العلمي وعدم التصديق التام”.
وأضاف الممثل الدائم السابق للمكسيك لدى الأمم المتحدة بأنه لأمر مدهش أن نرى الناس يصطفون لساعات للحصول على القليل من الطعام، واصفا المحادثات الحالية حول ما إذا كان يجب إجبار الناس على ارتداء الأقنعة أو التلقيح بأنها “سخيفة”، على اعتبار أننا “كلنا نرتدي أحزمة الأمان في السيارات، ولا نعلم أنها تنتهك حقوقنا الأساسية”.
وحول الوضع في جنوب إفريقيا، رسمت المتخصصة في الاستراتيجية السياسية لمعهد الأفارقة المستقبلين، نشيمونيا هاموكوما، صورة للوضع في البلاد مع حجر صارم للغاية منذ 27 مارس 2020، وإجبارية ارتداء الكمامة.
وتساءلت قائلة “نظامنا الاقتصادي غير متكافئ لدرجة أن أزمة كوفيد جعلت الوضع أسوأ. إننا نرى أنظمتنا بوضوح كما هي. فهل نريد إدامتها؟”.
وتعد (AD Talks) دورة خاصة، تنعقد عن بعد، في مؤتمر “حوارات أطلسية”. وقد أدار النقاش جون ييروود (الولايات المتحدة الأمريكية)، نائب رئيس تحرير مجلة “بوليتيكو”، حول الدروس التي يمكن استخلاصها من أزمة كوفيد-19، وسبل تحسين التعاون الدولي.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الذي تم إطلاقه سنة 2014 في الرباط مع أزيد من 40 باحثا مشاركا من الجنوب والشمال، يعمل على تقديم منظور من الجنوب حول الرهانات التي تواجه البلدان النامية. ويهدف بشكل خاص إلى تيسير القرارات الاستراتيجية والسياسات العمومية المتعلقة ببرامجها الرئيسية.